إسرائيل ترفض اتهام أمنستي لها بارتكاب "إبادة جماعية" بغزة
٥ ديسمبر ٢٠٢٤اتّهمت منظمة العفو الدولية (أمنستي) في تقرير لها إسرائيل بارتكاب جريمة "إبادة جماعية" ضدّ الفلسطينيين في قطاع غزّة، معربة عن أملها بأن يكون هذا التقرير "بمثابة صيحة تنبيه للمجتمع الدولي". وقالت المنظمة الحقوقية في بيان بالعربية نشرته اليوم الخميس (الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024) على موقعها الإلكتروني إن "بحوثها وجدت أدلة وافية تثبت أن إسرائيل قد ارتكبت، ولا تزال ترتكب، جريمة الإبادة الجماعية ضدّ الفلسطينيين في قطاع غزّة المحتل".
ونقل البيان عن أنييس كالامار، الأمينة العامة لأمنستي، قولها إن "تقرير منظمة العفو الدولية يظهر بوضوح أن إسرائيل ارتكبت أفعالا تحظرها اتفاقية منع الإبادة الجماعية، بقصد خاص ومحدّد وهو تدمير الفلسطينيين في قطاع غزّة".
وفي تقريرها وعنوانه "بتحسّ إنّك مش بني آدم: الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين فيقطاع غزّة" الواقع في 300 صفحة، قالت المنظمة إنّ الأدلة التي جمعتها توثّق "فتح إسرائيل أبواب الجحيم والدمار على الفلسطينيين في قطاع غزّة، بصورة سافرة ومستمرة، مع الإفلات التام من العقاب، أثناء هجومها العسكري على القطاع عقب الهجمات المميتة التي قادتها حماس في جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023".
وأوضحت المنظمة أن التقرير يفصّل "انتهاكات إسرائيل في قطاع غزّة على مدى التّسعة أشهر التي انقضت بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأوائل يوليو/تموز 2024 بالاستناد إلى مقابلات مع 212 شخصا، من بينهم ضحايا وشهود فلسطينيون وأفراد من السلطات المحلية في قطاع غزّة وعاملون في مجال الرعاية الصحية"، مشيرة إلى أنها "أجرت أبحاثا ميدانية وعكفت على تحليل مجموعة واسعة من الأدلة المرئية والرقمية، بما فيها صور الأقمار الصناعية".
وأكّدت أنها تستند إلى معايير حددتها اتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية. وشدّدت الأمينة العامة للمنظمة على أنّ "نتائجنا الدامغة يجب أن تكون بمثابة صيحة تنبيه للمجتمع الدولي: هذه إبادة جماعية، ولا بدّ أن تتوقف الآن".
ورفضت إسرائيل مرارا الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب "إبادة جماعية"، واتهمت حماس باستخدام المدنيين "دروعا بشرية".
ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية اليوم الخميس التقرير الأخير الصادر عن منظمة العفو الدولية ، الذي يتهمها بـ"ارتكاب إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ووصفته بأنه "ملفق".
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان "أصدرت منظمة العفو الدولية البائسة والمتعصبة مجددا تقريرا ملفقا وخاطئا تماما مبنيا على أكاذيب".
وأضاف البيان "منظمة حماس الإرهابية هي من نفذ مجزرة إبادة جماعية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 بحق مواطنين إسرائيليين. ومنذ ذلك الحين، يتعرض المواطنون الإسرائيليون لهجمات يومية على سبع جبهات مختلفة. إسرائيل تدافع عن نفسها ضد هذه الهجمات بما يتوافق تماما مع القانون الدولي".
إعداد تقرير عن جرائم حماس
وأدّى هجوم حماس الإرهابي إلى مقتل 1208 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، غالبيتهم من المدنيين، بحسب إحصاء أعدّته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا أو ماتوا في الأسر. وخلال الهجوم خطف 251 شخصا من اسرائيل واقتيدوا إلى قطاع غزة بينهم 97 لا يزالون محتجزين فيه فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن 35 منهم قتلوا.
يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى منظمة إرهابية.
ومنذ بدايةالحرب بين إسرائيل وحماس، قُتل ما لا يقل عن 44,532 شخصا في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات السلطات الصحية التابعة لحماس في غزة، والتي تقول الأمم المتحدة إنّ بياناتها جديرة بالثقة.
ومنذ الهجوم الذي شنّته حماس، تكرر إسرائيل حجتها بالحقّ في الدفاع عن نفسها وتعهّدت القضاء على الحركة. لكن كالامار قالت في التقرير إن "إسرائيل ظلّت تزعم مرارا أنّ أفعالها مشروعة، ويمكن تبريرها بهدفها العسكري المتمثل في القضاء على حماس. لكنّ قصد الإبادة الجماعية يمكن أن يكون قائما إلى جانب الأهداف العسكرية، ولا يتعيّن بالضّرورة أن يكون هو القصد الأوحد لدى إسرائيل".
وأضافت أن "الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ضد الإسرائيليين والضحايا من جنسيات أخرى (...) لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسوّغ الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في القطاع".
ووعدت منظمة العفو بأن تنشر تقريرا عن الجرائم التي ارتكبتها حماس خلال الهجوم الذي شنّته على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ع.ج/ ع.ج.م/م.س (أ ف ب)