باحثون ألمان يطالبون بدعم ربيع العالم العربي
٢٥ مايو ٢٠١١طالب الباحثون الألمان لدى تقديمهم تقرير السلام لعام 2011 أوربا بتقديم المزيد من الدعم للانتفاضات في العالم العربي. وقالت مارغريت يوهانسين، الباحثة في معهد أبحاث السلام والسياسات الأمنية في جامعة هامبورغ، خلال مؤتمر صحفي عقد في برلين يوم الثلاثاء (24 مايو/ ايار)، إن الاتحاد الأوربي يتحمل مسؤولية التنمية في الشرق الأوسط، وأوربا أيضاً شريكة في المسؤولية عن الركود الطويل الذي ساد العالم العربي، والذي ينتفض الناس ضده الآن. فدول الاتحاد الأوربي كانت تقوم ولسنوات طويلة بعملية مقايضة وشراكة مع الأنظمة القمعية، حيث كانت تمدها بالأسلحة والقروض الميسرة مقابل النفط والغاز الطبيعي ومنع تدفق اللاجئين على أوربا من قبل تلك الأنظمة.
انتقادات لسياسة اللجوء
اوتطالب الباحثة يوهانسين الاتحاد الأوربي بالوقوف الآن إلى جانب الديمقراطيات الفتية في شمال إفريقيا بتقديم المساعدة والمشورة لها في وضع دستور جديد وبناء دولة القانون والديمقراطية. وقبل كل شيء عليها أن تفتح أسواقها أمام المنتجات الزراعية لتلك الدول مما سيوفر فرص عمل في الدول المعنية، ويجب أن يتم كل ذلك في إطار سياسة جديدة للاتحاد الأوربي تجاه حوض المتوسط.
هذا ووجه الباحثون انتقادات شديدة لسياسة اللجوء التي ينتهجها الاتحاد الأوربي، مشيرين إلى أن وكالة حماية الحدود "فرونتيكس" تتحرك في مجال غير واضح، فهي غير خاضعة لا للقانون الدولي ولا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. والخوف من تدفق موجات اللاجئين من شمال أفريقيا غير مبرر أبداً، فحتى الآن لم يصل إلى أوروبا مئات آلاف اللاجئين كما كان متوقعاً، وإنما فقط 34 ألف لاجئ، حسب ما أوضحه برونو شوخ، الباحث في معهد هيسن لأبحاث السلام والصراعات.
الوضع في ليبيا
ينظر الباحثون الألمان في تقريرهم إلى الوضع في ليبيا على أنه حرج، حيث يتهدد البلاد تصعيد عسكري، ويقولون في تقريرهم إن التدخل العسكري يوضح صعوبة التوفيق بين هدفي حماية المدنيين وإسقاط النظام.
لكن وفي نفس الوقت لم يبين باحثو السلام في التقرير بشكل واضح أنهم ضد التدخل العسكري. فبعد أن وصف القذافي الثوار بالجرذان والحشرات وهدد بإبادتهم، لم يبق بديل آخر غير التدخل العسكري حسب رأي برونو شوخ. أما زميله توبياس ديبيل، الباحث في معهد السلام والتنمية، فينتقد موقف الحكومة الألمانية التي كان عليها، كما يقول، أن تؤيد التدخل العسكري لحماية المدنيين، وأن وزير الخارجية غيدو فيسترفيلله عزل نفسه من خلال الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن، مخالفاً بذلك الموقف الألماني التقليدي بمراعاة المصالح الأوربية في المجلس،
دعم الفلسطينيين
بالنسبة للصراع الفلسطيني– الإسرائيلي يطالب باحثو السلام المسؤوليين السياسيين في برلين وبروكسل، بدعم الاتفاق بين حماس وفتح، وبأن تعترف ألمانيا وأوروبا كما أمريكا بالدولة الفلسطينية إذا أعلنت عنها السلطة كما هو مقرر في الخريف المقبل، وفي هذا السياق تقول الباحثة مارغريت يوهانسين: "حسب رأيي يتعلق الأمر بالدرجة الأولى بآخر محاولة للتوصل إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة بشكل ما". فبعد عشرين عاماً من المفاوضات لم يتم تحقيق حل الدولتين، والآن تحاول السلطة الفلسطينية بشكل ما التصرف بدون الارتباط بالمفاوضات مع إسرائيل، وهذا إجراء غير مألوف، ولكنها محاولة لا بأس بها. ومن هنا ينبغي على الولايات المتحدة وأوربا الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وفي نفس الوقت يجب طرح مبادرات جديدة للعودة إلى طاولة المفاوضات، وفي هذا الإطار لا بد من المساعدة الخارجية، إذ أن أطراف الصراع لا تستطيع فعل ذلك بمفردها.
عارف جابو/ بيتينا ماركس
مراجعة: منى صالح