"تخزين" بلا حدود ـ استهلاك القات في أرض الصومال
جمهورية أرض الصومال تقع في القرن الإفريقي على شاطئ خليج عدن، وتعتبر نفسها دولة مستقلة، إلا أنها غير معترف بها دوليا، يبلغ عدد سكانها 3.5 مليون تقريبا، وينتشر بينهم "تخزين" القات بشكل كبير، ما يؤثر على حياتهم اليومية.
حوالي 90 بالمئة من الرجال في جمهورية أرض الصومال يخزنون القات بانتظام ويدفعون أكثر من مليون دولار يوميا للحصول عليه. وتسمى عملية التخزين باللغة الصومالية "ميرقان".
الصحفي عبدول يرى "أن القات وإن كان مضرا، فإنه يبقى أفضل من الخمر. وهو يؤثر على الأشخاص بشكل مختلف، فبعد استهلاكه يتملك البعض الخمول بينما يشعر غيرهم بالنشاط".
"الزبائن يفضلون شراء نوع معين من القات يدعى بـ" قات ماما" ويخزنونه في أكشاك صغيرة منتشرة في الشوارع" كما يقول زهري عيديد أحد تجار القات في العاصمة.
العديد من النساء في أرض الصومال دخلن في مجال بيع القات بعد الحرب الأهلية لتأمين قوت عائلاتهن. وتشير التقديرات إلى أن 20 بالمئة منهن يخزنّ القات أيضا.
يتم استيراد القات القادم الى أرض الصومال من شمال أثيوبيا. ويجب أن تصدر النبتة سريعا بعد القطف. فكلما كانت النبتة يانعة كلما زاد تأثيرها وزادت قيمتها.
نمت تجارة القات بشكل كبير في أرض الصومال ما دفع بالحكومة إلى زيادة الضرائب المفروضة على استيرادها وبيعها. وفي 2014 ساهمت تجارة القات بـ 20 بالمئة من ميزانية الدولة.
يساهم القات في تدمير العائلة الصومالية اجتماعيا وماليا. فغياب الرجل لفترات طويلة عن المنزل جراء تخزين القات يجبر النساء على تحمل الأعباء الأسرية.
معارضو القات يعترفون بأن منعه أصبح أمرا بلا جدوى، إلا أنهم يأملون ببعض الإجراءات التي قد تخفف من تأثيراته على الحياة اليومية، مثل تقنين استيراده أو منع تخزينه نهارا.
"لن تستطيع أن تفهم ما هو القات ما لم تخزنه بنفسك". هذا ما يقوله الناس في أرض الصومال. كما أنه لا يوجد لدى الحكومة أي خطط لوقفه في المستقبل المنظور. إعداد جيمس جيفري / ترجمة علاء جمعة.