1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
نزاعاتإيران

تداعيات زلزل سقوط الأسد على إيران داخليا وخارجيا

١١ ديسمبر ٢٠٢٤

أحدث سقوط بشار الأسد ارتدادات كبيرة داخل المؤسسات السياسية في إيران، فكيف سيكون تأثير انتهاء حقبة الأسد على طهران؟

https://p.dw.com/p/4nxuR
لقاء بين بشار الأسد وخامنئي في مايو/أيار عام 2024
ساندت إيران الأسد منذ اندلاع الانتفاضة عام 2011 بكافة أشكال الدعم العسكريصورة من: Office of the Iranian Supreme Leader/AP/picture alliance

تسعى إيران إلى التغلب على خسارة حليف وثيق بحجم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، الذي انهار نظامه فجأة عقب تقدم المعارضة التي وصلت إلى العاصمة دمشق فجر الأحد (8 ديسمبر/كانون الأول).

حاول المسؤولون الإيرانيون في بادئ الأمر التقليل من تداعيات سقوط الأسد على طهران؛ إذ نقلت وسائل إعلام إيرانية عن حسين سلامي، القائد العام لقوات الحرس الثوري، قوله الثلاثاء (10 ديسمبر/كانون الأول) إن إيران "لم تضعف بعد سقوط حليفها بشار".

وقال سلامي إنه لم تتبق أي قوات إيرانية في سوريا.

ساندت إيران و روسيا حكم الأسد منذ اندلاع الانتفاضة عام 2011 بكافة أشكال الدعم العسكري والسياسي.

ونشرت طهران الحرس الثوري في سوريا لإبقاء حليفها في السلطة والحفاظ على ما تطلق عليه "محور المقاومة" في مواجهة إسرائيل والنفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.

ويرى مراقبون أن خروج الأسد من سوريا قد قلص قدرة طهران على إظهار قوتها والحفاظ على شبكتها من الجماعات المسلحة في أنحاء المنطقة خاصة حزب الله.

وأضاف المراقبون أن إيران سوف تمضي قدماً في دعم وكلائها بالشرق الأوسط، إلا أن هذا لا يخفي حقيقة مفادها أن قدرة طهران المالية والعسكرية قد تقلصت بشكل كبير.

وفي مقابلة مع DW، قال المحلل السياسي الإيراني المنشق، محمد جواد أكبرين، إن طهران "قد تغير الآن استراتيجيتها للحفاظ على نفوذها عبر منع إنشاء نظام جديد ومستقر في سوريا."

واستشهد في ذلك بأن إيران دعمت في السابق قوى عمدت إلى زعزعة الاستقرار في العراق وأفغانستان لمواجهة النفوذ الأمريكي وفرض قوتها. وأضاف أنه رغم ذلك، فإن الصعوبات الاقتصادية الحالية التي تواجهها طهران من شأنها أن تحد من قدرتها على تنفيذ مثل هذه الاستراتيجيات في سوريا على نفس المنوال.

من سيسدد فاتورة دعم الأسد؟

ويسلط مراقبون الضوء على قضية أخرى تتمثل في فاتورة دعم إيران للأسد طوال السنوات الماضية.

وفي ذلك، نُقل عن حشمت الله فلاحت بيشه، الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، قوله عام 2020 إن إيران أنفقت ما يقرب من 30 مليار دولار (حوالي 28 مليار يورو) لإبقاء الأسد في السلطة.

وفي تغريدة على منصة إكس، طرح النائب الإيراني بهرام بارسائي تساؤلات مفادها: "من سيسدد ديون الأسد الآن؟"

وفي ظل معاناة الإيرانيين من صعوبات اقتصادية على وقع انخفاض قيمة العملة وارتفاع معدلات البطالة والتضخم، تساءل كثيرون حيال أسباب إنفاق الحكومة الكثير من الأموال على تنفيذ الأجندات الخارجية على حساب تحسين الوضع الاقتصادي الداخلي.

مواطنون غاضبون يهاجمون سفارة إيران في دمشق، 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2024
تعرضت السفارة الإيرانية في سوريا لتخريب ونهب عقب فرار الأسدصورة من: OMAR HAJ KADOUR/AFP/Getty Images

تقويض البروباغندا الإيرانية

وفيما يتعلق بسقوط الأسد، أعرب إيرانيون عن تفاؤل حذر، بحسب ما ذكره الناشط السياسي المقيم في باريس، رضا علي جاني.

وقال في مقابلة مع DW إن انهيار نظام الأسد يحمل في طياته بعض التشابه للوضع الداخلي في إيران، مضيفاً: "حديث المعارضة السورية عن إنشاء حكم يمثل كافة الأطياف والعمل للحيلولة دون نشر الفوضى، قد يكون بمثابة نماذج محتملة لمستقبل إيران إذا انهارت الجمهورية الإسلامية ذات يوم من الأيام."

بيد أن رضا علي جاني قال إن الأصوات البراغماتية داخل الحكومة الإيرانية تشعر بالقلق حيال أن يلهم سقوط الأسد موجة احتجاجات مناوئة لها في الداخل.

من جانبه، يعتقد سعيد بيوندي، عالم الاجتماع الإيراني المقيم في باريس، أن انهيار نظام الأسد من شأنه أن يكشف عن تآكل "العقد الاجتماعي" بين الدولة الإيرانية ومواطنيها.

وفي مقابلة مع DW، أضاف "ثمة اتساع الهوة بين النخبة الحاكمة والمواطنين ما يعكس أزمة شرعية تزداد وباتت تمثل تهديداً تواجه الأنظمة الاستبدادية."

استمرار النهج الإيراني 

ورغم خسارة حليف قوي مثل الأسد، إلا أن خبراء يرجحون أن تستمر السياسة الإيرانية طالما بقي المرشد الأعلى علي خامنئي في السلطة.

وفي السياق ذاته، شبه عرفان سباتي، الباحث الإيراني المقيم في لندن، الوضع الراهن في إيران بما كانت عليه ألمانيا الشرقية في الأشهر التي سبقت سقوط جدار برلين.

وفي مقابلة مع DW، أضاف أن الأنظمة الاستبدادية غالباً ما تبدو راسخة حتى لحظة انهيارها أمام تزايد قوة المعارضة والسخط العام والضغوط الخارجية.

أعده للعربية: محمد فرحان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات