1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ما تداعيات تردي العلاقات بين روسيا والناتو؟

٢٣ أكتوبر ٢٠٢١

تخفيض العلاقات الدبلوماسية الناتو وروسيا أدى إلى وصول العلاقات الثنائية إلى أدنى مستوياتها وسط تصاعد التوتر بين الطرفين. في المقال التالي يلقى تيري شولتس الضوء على هذه العلاقات وعلى التداعيات المترتبة على هذا التوتر.

https://p.dw.com/p/41zCW
روسيا والناتو- هل يستمر التوتر في العلاقات بشكل يؤدي إلى مزيد من القطيعة؟
يرى مراقبون أن روسيا بتعليقها نشاط بعثتها لدى الناتو قطعت "الطريقة الأهم للتواصل" مع الحلف، ما تبعات ذلك يا تُرى؟صورة من: McPhoto/Bildagentur-online/picture alliance

ظلت المباحثات رفيعة المستوى بين حلف شمال الأطلسي وروسيا خلال السنوات الماضية قليلة وعلى فترات زمنية متباعدة، بيد أن قرار موسكو الأخير أثار بعض المخاوف داخل القنوات الدبلوماسية الفاترة بين الجانبين. وتمثلت قرارات روسيا في إغلاق مكاتب الحلف في موسكو ما دفع القائمين عليه إلى مغادرة العاصمة الروسية فضلا عن إغلاق مهمة الاتصال الخاصة بالحلف في السفارة البلجيكية في موسكو. 

يعد روبرت بزتشيل آخر دبلوماسي لحلف الناتو يتم إيفاده إلى روسيا، لكنه ترك منصبه كمدير لمكتب الاتصال الخاص بالحلف في موسكو قبل خمس سنوات. وفي تعليقه، قال بزتشيل إنه رغم أن الكرملين قرر قطع التواصل مع مكتب الاتصال في ذاك الوقت، لكنه لا يزال يرى من المهم الحفاظ على تواجد في موسكو. وحاول أن يبرر هذا بطابع ساخر بقوله: "يمكننا التأكيد على أننا لا نأكل الأطفال على الإفطار". 

وفي مقابلة مع DW، قال بزتشيل وهو زميل بارز في مؤسسة كازيمير بولاسكي بمسقط رأسه بولندا- إنه يتفق مع تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التي قال فيها إن هناك "غيابا للظروف اللازمة لإجراء الأنشطة الدبلوماسية".  ورغم أن لافروف عزا قرارات بلاده الأخيرة إلى "الخطوات المتعمدة" التي أقدم عليها الناتو في طرد ثمانية دبلوماسيين روس بحجة أنهم عملاء للاستخبارات الروسية، إلا أن بزتشيل قال إن الرد الروسي كان يتعين أن يُجري بطريقة تبقي موسكو على انخراط مع العالم. وأضاف "كانت هناك تطورات مقلقة للغاية تحدث أسبوعيا إذ أصبحت روسيا أكثر عدوانية وأكثر استفزازا للخارج. العلاقات مع الناتو سوف تتغير في حالة إقدام روسيا على تغيير سياستها، لكن هذا لم يحدث."

هل تحسن العلاقات بين روسيا والناتو مرتبط بتغيير موسكو لسياساتها؟
روبرت بزتشيل: العلاقات بين روسيا والناتو 'لن تتغير إلا إذا غيرت موسكو سياستها'صورة من: NIDS/NATO

إمكانية التواصل؟

يشار إلى أن التعاون بين روسيا والناتو توقف بشكل عملي في عام 2014 على وقع ضم روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا بشكل غير قانوني.  وقد أدى ذلك إلى توقف التواصل بين الجانبين بشكل كبير خاصة على مستوى التعاون الثنائي، وفقا لما أشار إليه جامي شيا – النائب السابق لمساعد الأمين العام للمخاطر الأمنية بحلف الناتو. وفي مقابلة مع DW، قال شيا الذي يعمل الآن بمركز أبحاث "أصدقاء أوروبا" في بروكسل، إنه يرى الخطوات التي أعلنتها روسيا "رمزية وليست حقيقية" خاصة وأن الكرملين قام بتعليق عمل بعثة الناتو ولم يقم بإنهاء عملها بشكل كامل.

وأضاف لم يشمل الأمر أي ذكر لقطع "الخط الساخن" بين الجنرال الأمريكي تود والترز- قائد قوات الناتو - وفاليري جيراسيموف - رئيس الأركان العامة الروسية، بيد أن آخر اتصال بينهما كان في أبريل / نيسان العام الماضي وقبل ذلك بشهرين كان آخر لقاء جمعهما. ورغم ذلك، يؤكد شيا على ضرورة عدم المبالغة في تقدير التداعيات جراء إعلان روسيا الأخير، مضيفا لا يجب تصوير الأمر وكأن "المسؤولون الروس لن يجتمعوا أبدا مع مسؤولي الناتو، فمن الواضح أن هذا غير صحيح."

وقال إن روسيا ستستمر "في الحفاظ على وجود ملحق عسكري داخل سفارتها في بروكسل في حالة رغبة الجانبين في التواصل"، مشيرا إلى أن كافة الدول الأعضاء في الناتو لديها ملحقون عسكريون في موسكو، لذا يمكن إجراء اتصال في أي وقت. وإزاء ذلك، ذهب شيا إلى القول بأن القرار الروسي "لا يعني تجميد كافة العلاقات الدبلوماسية مع دول الناتو".

قطع التواصل

أما ويليام ألبيركي – المسؤول السابق في حلف الناتو –  فيرى أن من شأن قرار روسيا بطرد ثلاثة ممثلين عسكريين لحلف الناتو في مكتب الاتصال من شأنه القضاء  على "وسيلة جيدة للتواصل ولتقليل المخاطر ولمنع سوء التفاهم" بين الجانبين.

صورة لأخر لقاء بين الجنرال تود ولترزـ القائد الأعلى لحلف الناتو والجنرال فاليري جيراسيموف، رئيس الأركان العامة الروسية  في فبراير/ شباط العام الماضي 2021.
ضعف التنسيق بين روسيا والناتو مشكلة تواجه أوروبا بشكل خاص بحكم علاقات الجوار والمصالح المشتركة.صورة من: NATO

وأضاف ألبيركي – مدير برنامج عدم الانتشار والسياسة النووية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية – أن التواصل بين الجانبين كان هاما قبل القرار الروسي. ورغم أن القرار يُنظر إليه باعتباره "توبيخا سياسيا" على طرد الناتو ثمانية دبلوماسيين روس، إلا أن ألبيركي يؤكد أن روسيا سوف تعاني أكثر من تداعيات الخطوة التي أقدمت عليها. وفي ذلك، قال إن وجود ضباط من الناتو يتحدثون اللغة الروسية في موسكو كان يرسل تطمينات إلى الكرملين قبل كل شيء.

رسالة إلى ألمانيا وأوروبا

أما جوستينا جوتكوفسكا - منسقة برنامج الأمن الإقليمي في مركز الدراسات الشرقية ومقره وارسو – فترى أن روسيا لم ترغب في قرارها الأخيرة في إرسال رسالة سياسية إلى الناتو فحسب بل أيضا إلى ألمانيا حيث تُجرى مفاوضات لتشكيل حكومة جديدة.

وقالت "عن طريق هذه الخطوة، ترغب روسيا في لفت الأنظار وأيضا التأثير على النخب السياسية في ألمانيا وأوروبا التي ترى أن مبدأ إبقاء الحوار مع روسيا ضروري للحفاظ على حالة السلم في القارة الأوروبية."

وأضافت "روسيا ترمي إلى تحقيق هدف آخر يتمثل في الحصول على عروض لانخراط في حوار أعمق معها سواء على المسار الثنائي (مع ألمانيا) أو داخل الناتو" بالتزامن مع اعتزام الحلف الكشف عن مفهومه الاستراتيجي الجديد خلال قمته العام المقبل. بيد أن جوتكوفسكا تشكك في نجاح مثل هذه الاستراتيجية الروسية. وأيا كانت أهداف روسيا من قرارها الأخير، يؤكد روبرت بزتشيل على أن التواجد في موسكو كان مفيدا لتوضيح حقيقة عمل حلف الناتو وأهدافه وتبديد المخاوف الروسية حياله.

وفي ذلك، قال "كانت هناك فرصة لتسليط الضوء على التعاون بين الجانبين وكذلك لتعزيز الحوار خاصة بين الأوساط الشبابية. لا أقول إننا استطعنا إقناع (الروس)، لكن بإمكان المرء أن يرى الأمور بشكل أوضح". وعلى وقع القرارات الأخيرة، لا يستطيع بزتشيل التكهن بمتى أو كيف يمكن تكرار مثل هذا الحوار بين الجانبين.

تيري شولتس/ م.ع

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد