سوريا- مشاورات إيرانية تركية ودعوات لوقف فوري لإطلاق النار
٢ ديسمبر ٢٠٢٤قالت منظمة تطوعية للدفاع المدني تديرها المعارضة السورية وتعرف باسم الخوذ البيضاء الاثنين (الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 2024)، إن ما لا يقل عن 25 شخصا قتلوا في شمال غرب سوريا في غارات جوية نفذتها قوات النظام السوري وروسيا. ويتواصل القتال بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري، بعدما توعد الرئيس بشار الأسد بشنّ هجوم مضاد في أعقاب خسارة حلب. وقال إن الجيش النظامي استعاد السيطرة على عدة بلدات اجتاحتها المعارضة المسلحة في الأيام القلية الماضية.
وقال سكان إن هجوما استهدف منطقة سكنية مزدحمة في وسط إدلب، وهي أكبر مدينة يسيطر عليها مسلحو المعارضة بالقرب من الحدود التركية حيث يعيش نحو أربعة ملايين شخص في خيام ومساكن مؤقتة.
ويقول الجيش السوري وروسيا إنهما يستهدفان مخابئ قوات المعارضة وينفيان مهاجمة المدنيين.
واستولت قوات المعارضة على محافظة إدلب بالكامل في الأيام القليلة الماضية، في أجرأ هجوم لها منذ سنوات خلال الحرب الأهلية إذ كان الموقف مجمدا إلى حد كبير على خطوط الجبهة منذ عام 2020. كما اجتاحت مدينة حلب، الواقعة شرقي إدلب، مساء الجمعة مما أجبر الجيش على إعادة الانتشار. فيما ذكر مدونون عسكريون روس أمس الأحد أن موسكو أقالت سيرغي كيسيل، الجنرال المسؤول عن قواتها لكن الخبر بقي من دون تأكيد من قبل وزارة الدفاع الروسية.
موازاة لذلك، نقلت وكالة رويترز عن مصدر لم تسميه، عن دخول العشرات من مقاتلي قوات الحشد الشعبي العراقية المتحالفة مع إيران من العراق إلى سوريا عبر طريق عسكري بالقرب من معبر البوكمال، لتعزيز صفوف القوات النظامية.
وتابع "هذه تعزيزات جديدة لمساعدة اخواننا على خطوط التماس في الشمال"، مضيفا أن المقاتلين ينتمون لفصائل تشمل كتائب حزب الله العراقية ولواء فاطميون.
دعوات لـ "وقف الأعمال العدائية"
من جهته حثّ منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة آدم عبد المولى يوم الأحد (الأول من ديسمبر/ كانون الأول)، على وقف فوري للأعمال العدائية في مدينة حلب شمال غربي سوريا، ودعا إلى الحوار بين الأطراف. وجاء في بيان لعبد المولى أن التصعيد الأخير للأعمال العدائية في حلب والذي بدأ في الـ 27 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أسفر عن خسارة مأساوية لأرواح المدنيين الأبرياء، بما في ذلك النساء والأطفال، وإلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية وتعليق الخدمات الأساسية، وفقا للموقع الرسمي للأمم المتحدة. وشدد عبد المولى في حديثة على حماية المدنيين بما في ذلك سلامة عمال الإغاثة، وأن لا يتحمل "شعب سوريا المزيد من المعاناة، داعيا إلى منح الحوار فرصة.
من جهتها، دعت الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة إلى خفض التصعيد فورا في سوريا، وذلك بعد الاشتباكات التي أفادت تقارير بأنها شهدت سيطرة تحالف من الفصائل المتمردة بقيادة جماعة هيئة تحرير الشام على مدينة حلب من قوات الحكومة السورية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقالت الدول الأربع الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بيان مشترك صدر مساء الأحد: "نراقب عن كثب التطورات في سوريا وندعو جميع الأطراف إلى خفض التصعيد وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية لتجنب المزيد من النزوح وتعطيل الوصول الإنساني". وأضاف البيان "إن التصعيد الحالي يؤكد فقط الحاجة الملحة إلى حلّ سياسي للصراع بقيادة سورية"، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254. وقد تم اعتماد هذا القرار في عام 2015، ويدعو إلى إجراء محادثات سلام بين الحكومة السورية وقوات المعارضة.
من جهتها، أكدت الصين دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في "جهوده للحفاظ على الأمن القومي والاستقرار"، وفق ما أفاد الناطق باسم الخارجية الصينية لين جيان في مؤتمر صحافي الاثنين. وقال لين جيان إن الصين على اعتبارها "دولة صديقة لسوريا" مستعدة "للمساهمة بشكل إيجابي لمنع تدهور الوضع".
إيران تشدد على دعمها للأسد
وأكد عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، الدولة الحليفة للأسد، دعم بلاده لدمشق "في محاربة الإرهابيين"، مشيرا إلى ضرورة التوصل إلى تفاهم مع تركيا في اتجاه تحقيق الاستقرار الإقليمي. ووصف عراقجي، في تصريحات للصحفيين لدى وصوله إلى أنقرة فجر اليوم الإثنين نقلتها وكالة مهر الإيرانية زيارته للعاصمة السورية، دمشق بأنها "كانت جيدة جدا" وقال إنه التقى مع الرئيس السوري بشار الأسد" خلال الزيارة.
وقال عراقجي: "لقد أعلنت بوضوح دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الكامل للسيد بشار الأسد والحكومة السورية والجيش السوري والشعب السوري. كانت هناك أوقات أكثر صعوبة في الماضي عندما قام تنظيم داعش ومجموعات مختلفة أخرى بجر سوريا إلى حرب أهلية".
وفي وقت لاحق أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الاثنين إن وجود المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا "مستمر" بناء على طلب دمشق.
وحول المشاورات مع تركيا، قال عراقجي إنه سيعقد "اجتماعا تفصيليا" مع وزير الخارجية التركي يوم الاثنين، في ظل وجود "مخاوف مشتركة تحتاج إلى مناقشتها". وأضاف: "مشاوراتنا مع تركيا كانت دائما حول قضايا مختلفة. نحن نتفق في كثير من الأمور ونختلف في بعض الأمور، ومن الطبيعي أن نتحدث مع بعضنا البعض، وآمل أن نتمكن من التوصل إلى تفاهم وتصور مشترك حول قضايا المنطقة، مما يؤدي إلى استقرار المنطقة".
"قسد" تطلب إجلاء المدنيين الأكراد
وفي تطور ذي صلة، طالبت قوات سوريا الديموقراطية، الجناح العسكري للإدارة الذاتية الكردية، الإثنين بإجلاء المدنيين الأكراد من محيط مدينة حلب الى معاقلها في شمال شرق البلاد.
وقال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديموقراطية المدعومة أميركيا والتي يشكل الأكراد عمودها الفقري، في بيان "نعمل على التواصل مع كافة الجهات الفاعلة في سوريا لتأمين حماية شعبنا وإخراجه بأمان من منطقة تل رفعت والشهباء" في ريف حلب الشمالي "باتجاه مناطقنا الآمنة في شمال شرق البلاد".
وأوضح عبدي أن قواته تدخلت بعد "انسحاب الجيش السوري وحلفائه" من حلب، من أجل "فتح ممر إنساني بين مناطقنا الشرقية وحلب ومنطقة تل رفعت لحماية شعبنا من المجازر، لكن هجمات المجموعات المسلحة المدعومة من الاحتلال التركي قطعت هذا الممر".
وتل رفعت في الأساس مدينة ذات غالبية عربية، لكن مع شنّ أنقرة والفصائل الموالية لها هجوما على منطقة عفرين عام 2018، تدفّقت عشرات آلاف العائلات الكردية إليها.
وتقع المدينة في جيب يسيطر عليه المقاتلون الأكراد في ريف حلب الشمالي، حيث يقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان وجود أكثر من مئتي ألف كردي محاصرين فيها حاليا من قبل الفصائل السورية الموالية لانقرة.
و.ب/ح.ز (أ ف ب، رويترز، د ب أ)