شدة الحرارة وعدسات فضولية.. مشاكل بطولة ألعاب القوى في قطر
عبر الرياضيون والأطباء على حد السواء عن خشيتهم قبل انطلاق بطولة العالم لألعاب القوى في قطر: الحرارة المرتفعة بشكل مفرط تنهك الرياضيين والانتقادات تتواصل .. مدرجات خالية من الجمهور وبعض الأشياء الغريبة الأخرى.
منافسات داخل "فرن" الدوحة
الدوحة في أيلول / سبتمبر 2019: حرارة تتجاوز 40 درجة مئوية تكون عادية. وحتى في الليل يتجاوز مقياس الحرارة 30 درجة ومستوى رطوبة الجو يصل إلى 73 في المائة. ويستعين الرياضيون ببدلات مبردة. وحقيقة أن تشكل ظروف الطقس القصوى تحديا كبيرا، كان معروفا منذ البداية، لكن ليس بهذا الحجم...
"الملعب الثلاجة"
يتم تبريد ملعب خليفة في الدوحة من الداخل أثناء بطولة العالم لألعاب القوى إلى 25 درجة بفضل تكييف الهواء، لكن هذا الإجراء لا يحل جميع المشاكل. بالعكس فالاختلاف الكبير في درجات الحرارة بين داخل الملعب وخارجه يشكل عبئا إضافيا على الرياضيين. كما أن جميع المنافسات لا تُنظم داخل "الملعب الثلاجة".
انهيار أثناء الجري 5000 متر
مسابقات 5000 متر نظمت داخل ملعب خليفة، لكن بالنسبة إلى المتسابق جونثان بوسبي كانت الظروف المناخية والفرق بين الحرارة المفرطة والرطوبة والأجواء الباردة داخل الملعب عبئا ثقيلا. في البداية تمايل المتسابق القادم من أروبا ثم انهار فاقدا لجميع قواه وسط مسار الجري.
معا لعبور خط النهاية
بريما سونكار دابو من غينيا بيساو يظهر كرياضي عظيم بدعمه لبوسبي أثناء الـ 200 متر الأخيرة وسط تصفيقات الجمهور. إنها لحظة تجعل قلوب عشاق الرياضة تنبض بقوة في بطولة العالم لألعاب القوى الأكثر إثارة للجدل في التاريخ. لكن النهاية المفرحة لم تتحقق، لأن بوسبي تعرض للإقصاء بسبب "المساعدة غير المشروعة".
انتقادات الرياضيين
تتوارد الانتقادات من قبل الرياضيين المشاركين. يوهان دنيز في رياضة المشي ـ بطل العالم في 2017 ـ كان واضحا بعد المنافسة على طول 50 كيلومترا التي توقف عنها بعد 20 دقيقة "زجوا بنا داخل فرن. وجعلوا منا خنازير بحر، حيوانات تجارب"، موجها أصابع الاتهام للمسؤولين.
عذاب في ماراتون النساء
"لقد كان رهيبا. لم أشعر أبدا قبلها بهذا الامتعاض"، هذا ما قالته الإيطالية سارة دوسينا التي توقفت بعد قطع ربع مسافة الماراتون. "كان مخيفا ومرعبا ومدمرا"، حسبما أكدته زميلتها الكندية ليندساي تيسيي بعد السباق الذي أنهاه فقط 40 من بين 68 رياضي تحت درجات حرارة الدوحة المرتفعة دون رحمة.
انهيار ألينا ري
انتهى سباق حاملة الأمل الألماني في مسافة 10.000 متر قبل الموعد. ألينا ري بطلة أوروبا للشباب، اشتكت من آلام في البطن وأنهت السباق . وبعدها تمكنت البالغة من العمر 22 عاما من إنهاء حالة الإنذار بالقول "مازال بطني فاترا، لكنني جسديا أشعر بارتياح".
"كنت في حالة من الهلع"
مشاهد اأخرى ستبقى راسخة في ذهن الرياضيين والمشاهدين على حد سواء: فبعدما انهارت ري تحت الآلام، وجب نقلها إلى الفحص على متن كرسي متحرك. "تلقيت مباشرة الرعاية وشعرت أنني في عناية جيدة. وفكريا يبقى من الصعب فرز ما يدور في ذهني، أحتاج إلى شيء من الوقت".
غضب بسبب كاميرات خط الانطلاق
تحديث فني في خط انطلاق السباقات يسعى لتحفيز ألعاب القوى، فمن أجل إنتاج صور غير معهودة من الدوحة سهلة التسويق، تم تثبيت كاميرات في خط انطلاق سباقات الجري تلتقط صورا مقربة لوجوه الرياضيين غير معهودة إلى حد الان. لكن هذا الإجراء لا ينال إعجاب جميع المشاركين من الرياضيين.
"غير مريح"
نجمة ألمانيا في العدو لم تكن هي الأخرى متفقة مع هذا التحديث الفني "من غير المريح تجاوز هذه الكاميرا. هل شاركت امرأة في وضع هذه الكاميرا؟ لا أعتقد"، كما قالت غينا لوكينكيمبر. وأضافت زميلتها في الفريق، تاتيانا بينتو أضافت "مثير للشك تثبيت الكاميرا في هذه الزاوية"، معتبرة أنها ليست من أنصار هذا الإجراء.
لا يوجد أحد
إزعاج إضافي يتمثل في المدرجات الفارغة داخل ملعب الدوحة. هناك تُقام ألعاب قوى ممتازة ولا أحد يهتم. وحتى اللحظات المثيرة مثل نهائي مائة متر نساء (الصورة) لا تملأ المدرجات. وبالتالي فإن غينا لوكينكيمبر تجد الأجواء أثناء بطولتها العالمية الثالثة "جد سلبية" .