غونتر غراس: ما زلت ضد الطريقة التي تمت بها الوحدة الألمانية
٢٢ يناير ٢٠٠٩أعرب الأديب الألماني البارز غونتر غراس، الحائز على جائزة نوبل في الأدب، عن عدم رضاه عن كيفية إنجاز الوحدة الألمانية على الرغم من اقتراب مرور عقدين عليها. وقال غراس في حديث مع صحيفة "دي تسايت" الألمانية الأسبوعية: " إن قيام الوحدة شيء عظيم أؤيده، غير أنني ليست راضيا على الشكل الذي تمت به"، وأضاف: "إن عملية التوحيد بين غرب ألمانيا وشرقها لم تحدث بشكل فعلي حتى الآن، وأنها لم تتم سوى على الورق".
واعترف غراس، الذي يعتزم نشر مذكراته عن عام الوحدة الألمانية 1990 أواخر الشهر الجاري، إلى أنه لم يصب في بعض تنبؤاته. " تمثلت أحد مخاوفي في تحوّل ألمانيا إلى دولة تُحكم مركزيا من خلال برلين كعاصمة، غير أن ذلك لم يحدث والحمد لله". وبالمقابل فإن تنبؤاته الأخرى أثبتت صحتها مثل تحذيره بأن حل المشاكل لا يمكن أن يتم بضخ الأموال فقط. الأمر الذي أدى بالحكومة الألمانية إلى الاستدانة. وأشار الأديب الألماني إلى أن ملامح ما يعرف الآن بالأزمة المالية التي تعكس رأسمالية متوحشة بدأت ترتسم منذ تلك الفترة.
"الساسة اكتفوا بالوعود البراقة"
واتهم الأديب صاحب رواية "الطبل الصفيح" السياسيين بالاكتفاء بالشعارات، بدلا من السعي الحقيقي لإحداث الاندماج بين مواطني غرب ألمانيا وشرقها. وأشار في هذا السياق إلى ما دعا إليه سياسيون وقتها في خطابهم إلى الألمان الشرقيين بقولهم ما معناه: "لنبق على ما نحن عليه، أما أنتم فستصبحون أغنياء مثلنا في القريب العاجل".
وأضاف غراس أن الساسة اكتفوا بهذه الوعود البراقة بدلا من الاستثمارات الفعلية كما حصل في أوقات سابقة. وضرب مثالا على ذلك قيام وزير الاقتصاد الألماني الأسبق لودفيج إيرهارد بتأميم المصانع الكبرى مثل فولكسفاجن وزالسجيتر في أعقاب عملية الإصلاح النقدي عام 1948، حين تبين وقتها عدم صمود هذه الشركات في وجه الخصخصة. ثم طرح أسهمها بعد ذلك للبيع بعدما أنفق على تصحيح أوضاعها من أموال الدولة.
يذكر أن غراس، الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1999، ولد عام 1927 في دانزج، التي كانت تتبع ألمانيا في تلك الفترة وتحمل حاليا اسم جدانسك كونها أضحت مدينة بولندية. وتدور أحداث أغلب رواياته هذه المنطقة، ومن أشهرها رواية "الطبل الصفيح". وفي عام 2006 اعترف الأديب الملتزم أنه انضم في شبابه إلى قوات النخبة النازية "فافن إس.إس" في عام 1944، وكثير من كتبه تتناول موضوع الجرم الألماني بعد الحرب.