كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
١٨ ديسمبر ٢٠٢٤أظهرت دراسة حديثة نُشرت على موقع Neuroscience News أن الأنشطة مثل القراءة والأعمال اليدوية تساهم في تعزيز صحة الدماغ بشكل أكبر من مشاهدة التلفاز أو ممارسة الألعاب الإلكترونية. وأوضحت الدراسة أن الأنشطة التي تحفز العقل وتوفر فرصًا للتفاعل الاجتماعي تساهم في تحسين الذاكرة والقدرات الفكرية. في المقابل، يرتبط قضاء وقت طويل أمام الشاشات بتدهور صحة الدماغ وضعف الوظائف المعرفية
ويشير الباحثون إلى أن 45% من حالات الخرف يمكن الوقاية منها من خلال تغيير العوامل المرتبطة بنمط الحياة. ويوصي الخبراء بالاستبدال بين الأنشطة السلبية وأنشطة أكثر فائدة للعقل، وذلك للحفاظ على صحة الدماغ حتى خلال فترات العطلات.
أنشطة تحمي الدماغ
القراءة والتفاعل الاجتماعي هما من الأنشطة التي تساهم بشكل كبير في تحسين وظائف الدماغ، بينما قد يؤدي قضاء وقت طويل أمام الشاشات إلى تأثيرات سلبية على صحة الدماغ. في هذا السياق، أظهرت الدراسات أن 45% من حالات الخرف يمكن الوقاية منها من خلال تغييرات في نمط الحياة، مثل استبدال بعض الوقت الذي يُقضى في مشاهدة التلفاز بالقراءة أو ممارسة النشاط البدني. ومن ثم، فإن هذه التغييرات البسيطة تساهم بشكل كبير في الحفاظ على صحة الدماغ.
عند اختيار الأنشطة في وقت الراحة والاسترخاء، سواء كان ذلك بمشاهدة التلفاز أو قراءة كتاب، قد يكون لذلك تأثير طويل المدى على صحة دماغك، كما يوضح الباحثون في جامعة جنوب أستراليا.
في دراسة شملت 397 شخصًا مسنًا (أعمارهم فوق 60 عامًا)، تبين أن نوع النشاط الذي يمارسه الأفراد له دور كبير في صحة الدماغ. كما أوضح الباحثون أن بعض الأنشطة الساكنة، مثل الجلوس لفترات طويلة، قد تكون أكثر فائدة للدماغمن غيرها.
الوقاية من الخرف
أظهرت دراسة أن الأنشطة التي تحفز العقل أو تتضمن التفاعل مع الآخرين، مثل القراءة، الاستماع إلى الموسيقى، الصلاة، الأعمال اليدوية، العزف على الآلات الموسيقية، أو التحدث مع الناس، تساهم في تحسين الذاكرة والقدرات الفكرية. في المقابل، الأنشطة مثل مشاهدة التلفاز أو لعب ألعاب الفيديو قد تؤثر سلبًا على صحة الدماغ. يعتقد الباحثون أن بعض الأنشطة قليلة الحركة قد تكون أكثر فائدة للدماغ من غيرها، بينما يمكن أن تؤدي أنشطة أخرى إلى تدهور الذاكرة.
هذه النتائج تعتبر هامة لأنها تساهم في تقليل مخاطر تدهور الدماغ، حيث يمكن الوقاية من 45% من حالات الخرف عبر تغيير نمط الحياة. في أستراليا، يعاني حوالي 411,100 شخص من الخرف، وتشكل النساء الجزء الأكبر من هذه الأعداد. عالميًا، تقدر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 55 مليون شخص يعانون من الخرف، مع حوالي 10 ملايين حالة جديدة سنويًا.
الدكتورة ماديسون ميلو، الباحثة في جامعة جنوب أستراليا، تؤكد أن ليس كل الأنشطة الساكنة لها نفس التأثير على الذاكرة وقدرة التفكير.
الأنشطة التي تحفز العقل
تقول الدكتورة ميلو: "اكتشفنا أن نوع النشاط الذي نقوم به يؤثر بشكل كبير على صحة الدماغ. الأنشطة المختلفة تقدم مستويات متفاوتة من التحفيز العقلي والاجتماعي". وأضافت: "نحن نعلم أن النشاط البدني يحمي الدماغ من الخرف، لكننا لم نكن قد درسنا بعد ما إذا كان استبدال بعض السلوكيات قليلة الحركة بأنشطة أخرى يمكن أن يحسن صحة الدماغ"، وفقًا لما نقله موقع Technology Network.
وأوضحت الدكتورة ميلو أن "الأنشطة غير النشطة التي تحفز العقل أو تشمل التفاعل الاجتماعي، مثل القراءة أو التحدث مع الأصدقاء، تفيد الدماغ، بينما الأنشطة مثل مشاهدة التلفاز أو الألعاب الإلكترونية تؤذي الدماغ". وأشارت إلى أنه بينما تنطبق قاعدة "تحرك أكثر، اجلس أقل" على صحة القلب والعقل، فإن دراستهم تشير إلى ضرورة تبني نهج أكثر دقة عند النظر في تأثير السلوكيات غيرالنشطة على الدماغ.
ومع اقتراب عيد الميلاد، قدمت الدكتورة ميلو نصيحة قائلة: "لأفضل فوائد للدماغ والجسم، يجب أن نولي الأولوية للأنشطة الممتعة التي تحفز الجسم وترفع من معدل ضربات القلب"
ن.ف.د