1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
منوعاتعالمي

الذكاء الاصطناعي في الصحافة: هل يؤثر على مصداقية الأخبار؟

١٤ ديسمبر ٢٠٢٤

دراسة جديدة من جامعة كانساس تكشف أن استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة الأخبار قد يقلل من ثقة القراء في مصداقية المحتوى. فهل يمكن للصحافة دمج هذه التكنولوجيا دون التأثير على مصداقية الأخبار؟

https://p.dw.com/p/4o77T
Schweiz Genf 2024 | Roboterkünstlerin Ai-Da zeichnet auf KI-Gipfel "AI for Good Global Summit"
الروبوت آيدا ترسم في قمة الذكاء الاصطناعي العالمية لعام 2024صورة من: Lian Yi/Xinhua/IMAGO

أظهرت دراسة أجرتها جامعة كانساس أن القراء يفقدون الثقة في  مصداقية الأخبار عندما يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي قد ساهم في إنتاجها، حتى لو لم يكونوا على دراية كاملة بكيفية تأثير هذه التكنولوجيا.

وأظهرت النتائج أيضًا أن الناس يدركون وجود  الذكاء الاصطناعي في صناعة الأخبار، ولكنهم ينظرون إليه بشكل سلبي. كما أن فهم كيفية مساهمة هذه التكنولوجيا في إعداد المحتوى يعد أمرًا معقدًا، مما يخلق تحديًا في كيفية توضيح هذا الأمر للقراء بطريقة بسيطة ومفهومة، وفقًا لموقع Phys.org.

النتائج والتداعيات

أظهرت النتائج أن أغلب القراء كانوا يظنون أن البشر هم من يكتبون المقالات بشكل رئيسي، حيث اعتقد بعضهم أن الذكاء الاصطناعي قد يكون ساعد في البحث أو في كتابة مسودة تم تعديلها لاحقًا من قبل الإنسان.

كما أظهرت النتائج أن القراء كانوا يعرفون أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في  كتابة المقالات، لكنهم كانوا يحتاجون إلى مزيد من التوضيح حول كيفية مساهمته في المقالات التي قرأوها.

وقالت أليسا أبلمان، الأستاذة المساعدة في كلية الصحافة بجامعة ويليام ألين وايت والباحثة المشاركة في دراستين حول هذا الموضوع: "مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في  صناعة الأخبار، أصبح من الضروري أن يفهم الجمهور كيف يؤثر هذا على مصداقية الأخبار".

أجرت أبلمان وزميلها ستيف بين إيمي، الأستاذ المساعد في نفس الكلية، تجربة عرضوا خلالها على القراء مقالًا عن الأسبارتام (المحلى الصناعي) وسلامته للاستهلاك. تم تقسيم القراء عشوائيًا لقراءة خمسة أنواع من المقالات: واحدة كتبها كاتب بشري، وواحدة كتبها كاتب باستخدام أداة ذكاء اصطناعي، وواحدة كتبها كاتب بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وواحدة كتبها كاتب بالتعاون مع الذكاء الاصطناعي، وأخيرًا مقال كتبه الذكاء الاصطناعي بالكامل. جميع المقالات احتوت على نفس المعلومات.

صنع في ألمانيا - هل يحسن الذكاء الاصطناعي كل شيء؟

نُشرت نتائج الدراسة في ورقتين بحثيتين من جامعة كانساس، بالتعاون مع هايان جيا من جامعة ليهاي ومو وو من جامعة ولاية كاليفورنيا في لوس أنجلوس. ركزت إحدى الدراسات على كيفية إدراك القراء لاستخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة المقالات، حيث تم استبيانهم بعد قراءة المقال لمعرفة آرائهم حول تأثير هذه التكنولوجيا على الصحافة.

وعندما تم ذكر استخدام الذكاء الاصطناعي في المقال، تراجعتثقة القراء في المصدر والمصداقية. حتى عندما تم ذكر أن المقال "كتبه صحفي من  الفريق"، ظنّ القراء أن الذكاء الاصطناعي قد ساعد جزئيًا في الكتابة بسبب عدم وجود اسم بشري مرتبط بالمقال.

الثقة في الصحافة وتحدياتها

تشير النتائج إلى أن الناس يثقون أكثر في الأخبار التي يكتبها البشر، لكن عندما يُستخدم الذكاء الاصطناعي بدلاً من البشر، قد يؤثر ذلك على مصداقية الأخبار. ومع ذلك، في بعض الحالات مثل اقتراحات الفيديوهات على يوتيوب، لا يؤثر الذكاء الاصطناعي على المصداقية بنفس الطريقة.

من المهم أن يكون الصحفيون واضحين مع قرائهم حول كيفية استخدام  الذكاء الاصطناعي. كما حدث هذا العام مع موقع Sports Illustrated الذي كان متهما بنشر مقالات من إعداد الذكاء الاصطناعي ولكن تم تقديمها على أنها من كتابة بشرية. الباحثون يشيرون إلى أنه لا يكفي فقط الإعلان عن استخدام الذكاء الاصطناعي، بل يجب توضيح كيف تم استخدامه، لأن ذلك يؤثر في مصداقية الأخبار.

الدراسات المنشورة في مجلة Computers in Human Behavior: Artificial Humans تشير إلى ضرورة مواصلة البحث لفهم كيفية إدراك القراء لاستخدام الذكاء الاصطناعي  في الصحافة. الباحثون يعتقدون أن الصحافة بحاجة إلى تحسين طريقة الكشف عن هذا الاستخدام.

ن.ف.د