1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

DW تتحقق: منفذ اعتداء الدهس في ماغديبورغ لم يكبّر

سيليا تومس
٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤

تنتشر شائعة على وسائل التواصل الاجتماعي مفادها أن منفذ اعتداء ماغديبورغ صرخ "الله أكبر" عند إلقاء القبض عليه. وحدة DW لتقصي الأخبار الزائفة تثبت أن هذا الادعاء غير صحيح.

https://p.dw.com/p/4oXET
Deutschland Magdeburg 2024 | Auto fährt in Menschenmenge auf Weihnachtsmarkt
صورة من: TNN/dpa/picture alliance

اعتداء صدم العالم وألمانيا يوم الجمعة (20 كانون الأول/ديسمبر 2024): قاد طبيب يبلغ من العمر 50 عاماً سيارة بسرعة عالية وسط حشد من الناس في سوق عيد الميلاد في مدينة ماغديبورغ. وأدى الهجوم إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 200 آخرين بجروح تتراوح بين الخطيرة والمتوسطة والخفيفة.

الفاعل المشتبه به هو طالب أ. وهو سعودي الجنسية وكاره للإسلام. واللافت للنظر هو انتشار الكثير من الادعاءات الزائفة عن الجريمة على وسائل التواصل الاجتماعي.

ادعاء: انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مزاعم مفادها أن منفذ اعتداء ماغديبورغ صرخ "الله أكبر" عند القبض عليه. وانتشر فيديو تمت مشاهدته 3.7 مليون مرة على منصة "إكس" (تويتر) وحدها. كما انتشر الفيديو بعدة لغات وتم مشاركته على منصات أخرى مثل فيسبوك.

Faktencheck Infografik Magdeburg Falsch EN

DW تتحقق: خطأ

لم يصرخ منفذ الهجوم طالب أ. "الله أكبر" عندما ألقي القبض عليه بعد الهجوم على سوق عيد الميلاد في مدينة ماغديبورغ، كما زُعم على وسائل التواصل الاجتماعي. وعندما تم القبض عليه في الفيديو، كان ملقى على الأرض، وأمامه وقف شرطي وطلب منه البقاء في مكانه وعدم التحرك. وفي الخلفية يمكن سماع أشخاص يصرخون "إرهابي.. إرهابي" ويمكن سماع أصوات تشتمه باللغة الألمانية.

بعد فترة وجيزة من هذه الإهانة، يمكن سماع ثرثرات، ولكن ليس بالوسع فهمها بوضوح. وأكد صحفي من DW يتحدث العربية أن الشعار الديني "الله أكبر" لا يمكن سماعه في الفيديو ولا في فيديو آخر التقط من جهة المقابلة للفيديو الأول.

ومن الواضح أن مرتكب الجريمة الملقى على الأرض لم يتفوه بشيء من هذا القبيل. ورداً على سؤال مكتوب من DW، أكدت الشرطة في ماغديبورغ أنه ليس لديها علم بمثل هذا الشيء: لا من الجاني ولا من المارة القريبين.

ووفقاً لتقارير إعلامية، كان هناك في الواقع أشخاص رحبوا بالهجوم. وبحسب معلومات الشرطة، يجري التحقيق مع أربعة أشخاص للاشتباه في تواطئهم في ارتكاب جرائم. ومن غير المعروف ما إذا كان هؤلاء الأشخاص قد هللوا بالهجوم وهتفوا "الله أكبر".

ماغديبورغ لا تزال تحت الصدمة

تحليل الفيديو: مصدر الإهانات ليس منفذ الاعتداء

قد يكون من المفيد مشاهدة الفيديو الأصلي، حيث أن الفيديو المنتشر لعملية الاعتقال يظهر من فيه وقد تم معالجته بحيث غطيت أجسادهم دون القدرة على تميز المتحدثين. وفي مقطع فيديو نشرته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، يمكن رؤية مشهد الاعتقال الأصلي: مرتكب الجريمة على الأرض والشرطي يصرخ به طالباً منه البقاء منبطحاً وعدم التحرك. يهز طالب أ. رأسه مرتين بالموافقة ويؤكد: "لا حركة". وحتى عند سماعه الشتائم لا يتحرك رأس الجاني.

كما يمكن ملاحظة أن صوت مرتكب الجريمة منخفض، بينما أصوات شتائم المارة مرتفعة. وهذا ما تبين لنا من خلال مشاهدة الفيديو باستخدام برنامج تحرير الفيديو.

معلومات مضللة يمينية متطرفة عن مرتكب الجريمة

في الأيام التي تلت هجوم ماغديبورغ الدموي نشر مستخدمون العديد من الادعاءات والمعلومات الكاذبة حول مرتكب الجريمة. وحسب بحث أجرته وحدة تقصي الأخبار الكاذبة في القناة الأولى في التلفزيون الألماني ARD، نشطت جماعات يمنية ويمنية متطرفة زاعمة، من بين أمور أخرى، أن مرتكب الجريمة من سوريا ووصل إلى ألمانيا خلال أزمة اللجوء 2015/2016. في حين أعلنت الشرطة مساء يوم الهجوم أن المشتبه به (...) رجل سعودي يبلغ من العمر 50 عاماً.

وما نعرفه عن طالب أ. أنه ولد وترعرع مسلماً، لكنه تخلى عن دينه، وأصبح، على الأقل وفقاً لتصريحاته العلنية على وسائل التواصل الاجتماعي، معارضاً وكارهاً للإسلام ومنتقداً لسوء معاملة المرأة، خاصة في وطنه. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، هنأ المسلمين الذين أداروا ظهورهم لدينهم. ومن غير المرجح أن يستخدم الشخص الذي تخلى عن دينه الشعار الديني "الله أكبر".

ومن الضروري الإشارة إلى أن التغريدة احتوت على عبارة "الله أكبر" للتلاعب بالجمهور للإيحاء بأن المجرم مسلم الديانة.

يشرح الخبراء في جامعة دريسدن التقنية هذه الظاهرة على النحو التالي: "إن معتقداتنا لها تأثير حاسم على كيفية إدراكنا للواقع"، كما يقول عالم النفس أليخاندرو تاباس. ومن جهتها تؤكد كاثرينا فون كريغستين، أستاذة علم الأعصاب المعرفي والسريري في جامعة دريسدن التقنية الخبيرة لـ DW: "يسمع الناس ما يتوقعون سماعه، خاصة عند الخطر".

ساهم في إعداد التقرير تورستن نويندورف وأحمد عبد الله.

أعده للعربية: خالد سلامة