أربعة استنتاجات من التعادل المثير بين دروتموند وهوفنهايم
١٧ ديسمبر ٢٠١٦لم تكن مباراة دورتموند مع هوفنهايم في الجولة 15 من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) مباراة عادية وإنما في غاية الإمتاع والتشويق للمشاهد العادي. انتهت المباراة، التي أقيمت مساء السبت (16 ديسمبر/ كانون الأول 2016) بتعادل الفريقين 2-2، وبذلك بقي هوفنهايم الفريق الوحيد الذي لم يهزم في هذا الموسم. كما أن دورتموند خرج بنقطة ثمينة بالنظر إلى لعبه نحو 50 دقيقة بعشرة لاعبين بعد طرد ماركو رويس. ومن هذه المباراة يخرج المتابع بعدة استنتاجات أبرزها:
عثمان ديمبلي "صاروخ هجومي"
منذ وصوله إلى دورتموند، يقدم اللاعب الفرنسي أداءاً ملفتاً للأنظار، مثلما فعل أمام ريال مدريد في التعادل 2-2 في دوري أبطال أوروبا. لكن مباراته أمام هوفنهايم هي أفضل مباراة له حتى الآن بقميص دورتموند، ولديه ما يؤهله ليكون لاعباً عالمياً، حسب ما كتب موقع "فوكوس" الألماني.
فقد أظهر ديمبلى (19 عاماً) مستوى عالمياً من خلال سرعته وتمريراته وقدرته على مراوغة حتى خمسة لاعبين من هوفنهايم، ولم يجد هؤلاء وسيلة لإيقافه إلا من خلال ارتكاب المخالفات ضده. وعندما خرج من المباراة في الدقيقة 69 بسبب الإصابة، فقد دورتموند فاعليته. ويضيف موقع "فوكوس" أن هذا اللاعب لديه ما يقدمه للفريق في الشهور والسنوات المقبلة، فعقده يمتد مع دورتموند حتى 2021 وسيكون الفريق سعيداً جداً بـ"بصاروخه الهجومي".
ناغلسمان أفضل مدرب في البوندسليغا
عندما تولى يوليان ناغلسمان (28 عاماً) مسؤولية تدريب هوفنهايم في فبراير/ شباط الماضي، خلفاً للهولندي هوب ستيفنز، كان الفريق غارقاً في دوامة الهبوط من الدوري. لكن المدرب، الذي يعد أصغر مدرب سناً في تاريخ البوندسليغا، استطاع أن يحافظ على بقائه في البطولة. وهذا الموسم يحتل هوفنهايم المركز الثالث غالباً خلف بايرن ميونخ ولايبزيغ، ولم يهزم قط هذا الموسم، ومتوسط حصده للنقاط في المباراة الواحدة 1.7 نقطة، وبهذا يكون ناغلسمان أفضل مدرب في الدوري. نعم، أفضل من أنشيلوتي وتوخل ومن سواهما.
مستوى هوفنهايم هذا الموسم لم يأت وليد الصدفة، وإنما من خلال الحلول والتعليمات، التي تبدو صحيحة، والتي يقدمها ناغلسمان للاعبيه في كل مباراة. فالمدرب الشاب يفصل خطة المباراة وفقاً للفريق المنافس، لكنه في الوقت ذاته لا يتنازل عن مبادئه الأساسية التي جلبها معه للفريق، حسب "فوكوس".
المراجعة بالفيديو ضرورة
تحول كرة القدم إلى لعبة سريعة بهذا الشكل الذي ظهر في مباراة هوفنهايم ودورتموند يجعل عملية الاستعانة بالفيديو في التحكيم عند الشك مسألة ضرورية. ففي كل مباراة تقريباً تكون هناك أخطاء تحكيمية فادحة تكلف أحد الفريقين المتنافسين على الأقل نقاطاً مهمة.
وفي مباراة أمس، سيطر الغضب على هانزيوآخيم فاتسكه، رئيس دورتموند، بسبب "خطأين فادحين"، من وجهة نظره، ارتكبهما الحكم بنيامين براند (27 عاماً). ويقصد فاتسكه احتساب الحكم الهدف الثاني لهوفنهايم في الدقيقة 20 رغم أن المهاجم ساندرو فاغنر دفع لاعب دورتموند سفن بندر في ظهره بشكل واضح قبل أن يسجل الهدف.
أما النقطة الثانية فهي قيام الحكم بمنح بطاقة صفراء ثانية للنجم ماركو رويس ومن ثم طرده من الملعب، رغم أن المخطئ أولاً كان نديم أميري، لاعب هوفنهايم، الذي جذب رويس من قميصه. وقال فاتسكه: "مشهد الطرد من الملعب لا يمكن فهمه، هو (أميري) جذبه من قميصه لمدة دقيقة ومثل هذه الأداء التحكيمي مسألة لا تعقل". أما يوليان ناغلسمان مدرب هوفنهايم نفسه فقال: "يمكنني تفهم غضب دورتموند، وأنا (لو كنت الحكم) لم أكن لأعطي ماركو رويس البطاقة الصفراء الثانية"، بينما قال توماس توخل مدرب دورتموند: "كل ما يمكن أن يحدث ضدنا حدث ضدنا. وهذا يزيد الصعوبات كثيراً بالنسبة لنا."
التعادل مكسب وأوباميانغ المنقذ
رغم أن مدرب دورتموند كان يريد أن يصبح أول من يفوز على هوفنهايم هذا الموسم، إلا أن هوفنهايم فاجئه بهدف في الدقيقة الثالثة من المباراة. وبعد تعادل غوتسه في الدقيقة العاشرة، تقدم هوفنهايم مرة أخرى قبل أن يتعادل دورتموند في الشوط الثاني. هذا التعادل ليس أمراً سيئاً، حتى من وجهة نظر يوآخيم فاتسكه، الذي قال: "الحصول على نقطة من هوفنهايم القوي في ظل اللعب بعشرة لاعبين، هنا يجب عليّ أن أوجه المديح إلى فريقنا".
لكن هذا المديح يستحقه خصوصاً أوباميانغ، الذي أنقذ فريقه بتسجيله هدف التعادل في الدقيقة 48 من المباراة. فالمهاجم الغابوني الفذ سجل بذلك هدفه رقم 100 مع دورتموند في 165 مباراة خاضها مع الفريق حتى الآن منذ انضمامه لصفوفه في عام 2013.