أنباء عن مصرع 200 ألف شخص في هايتي وتحذيرات من زلازل أخرى
١٦ يناير ٢٠١٠بعد ثلاثة أيام من وقوع زلزال هايتي بدأت عصابات من اللصوص في الانقضاض على الناجين الذين يعيشون في مخيمات مؤقتة على الأرصفة والشوارع التي تناثرت فيها الأنقاض والجثث المتحللة، في الوقت الذي هزت فيه توابع الزلزال الأحياء الجبلية بالعاصمة. وتنتشر التخوفات من أن يتحول يأس المنكوبين وغضبهم بسبب نقص الإمدادات وبطء عمليات الإنقاذ والإسعاف إلى أعمال عنف. وأرسلت حكومات وجماعات إغاثة من شتى أنحاء العالم إمدادات وفرقا طبية إلى هايتي، التي تعتبر من أفقر دول العالم.
وفيما يتعلق بعدد ضحايا الزلزال فقد صرح وزير الداخلية الهايتي أنطوني باين إيمي أن فرق الإنقاذ جمعت حتى الآن نحو 50 ألف جثة، مضيفاً في حديث لوكالة رويترز: "نتوقع أن يكون هناك في المجمل ما بين 100 ألف و200 ألف قتيل، على الرغم من أننا لن نعرف قط العدد على وجه الدقة."
من جانبه أعلن اراميك لويس، وزير الدولة للأمن العام، أن نحو 40 ألف جثة دفنت في مقابر جماعية. وإذا ثبت صحة عدد القتلى فان هذا الزلزال الذي بلغت قوته سبع درجات والذي هز هايتي يوم الثلاثاء الماضي (12 كانون الثاني/ يناير) سيكون واحداً من بين أكثر عشرة زلازل تدميراً حتى الآن.
برلين ترسل طائرة إغاثة
وقد أقلعت من برلين صباح اليوم السبت (16 كانون الثاني/ يناير) طائرة محملة ببضائع إغاثة لضحايا زلزال هايتي. وتحمل الطائرة مستشفى صغيراً تابعاً للصليب الأحمر الألماني، فضلاً عن خيام وأسرة ومستلزمات طبية وأدوية. كما يوجد على متن الطائرة ثلاث مركبات دفع رباعي، بالإضافة إلى مساعدين من الصليب الأحمر الألماني. ومن المنتظر أن توفر الوحدة الصحية المتنقلة، التي يمكن بناؤها خلال يوم واحد، الإمداد الأساسي الطبي لآلاف من الأشخاص المنكوبين في هايتي. وبوسع المساعدين تقديم الرعاية الطبية، مثل معالجة الجروح وإجراء العمليات والتوليد وإعطاء اللقاحات، لنحو 250 مريضاً يومياً داخل سبع خيام كبيرة. ومن المقرر أن تبقى الوحدة الصحية المتنقلة في هايتي حتى بعد انتهاء مهمة الصليب الأحمر الألماني لاستخدامها في الإمداد الطبي هناك.
تحذيرات من زلازل أخرى
من ناحية أخرى حذر علماء من أن الزلزال العنيف الذي ضرب هايتي ينذر بوقوع هزات أرضية أخرى في المنطقة وأكدوا ضرورة إعادة إعمار العاصمة بور او برنس الواقعة على طول خط الزلازل بمواد مقاومة لها. وقال بول مان الباحث في المعهد الجيوفيزيائي في جامعة أوستن بتكساس (جنوب الولايات المتحدة): "يجب ألا نعتقد أن الخطر زال عن هايتي"، مضيفاً أن الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة القريبة من بور او برنس قد يكون زاد من الضغوط في المناطق القريبة من الصدع الزلزالي. وحذر مان من صعوبة توقع الوقت الذي سيضرب فيه الزلزال القادم، وأن ذلك قد "يحدث العام المقبل أو خلال قرن".
أما اريك كاليه الجيوفيزيائي الفرنسي فقال لوكالة "فرانس برس" إنه حذر السلطات في هايتي من تراكم خطير للضغط لكن تدابير محدودة اتخذت لتعزيز المنازل في هذا البلد الفقير، مضيفاً أنه "لا يمكن إلقاء اللوم على حكومة هايتي، إذ إن "الأمر حدث قبل أوانه". وكان مان وكاليه قد توقعا في مارس (آذار) 2008 حدوث زلزال، لكن دون التمكن من تحديد موعد تقريبي لوقوعه. لكن حكومة هايتي اضطرت في العام نفسه إلى إعادة إعمار البلاد بعد أن ضربت أربعة أعاصير مدمرة الجزيرة. وشدد كاليه على أهمية إعادة إعمار العاصمة بور او برنس بشكل صحيح نظراً لتوقع زلازل جديدة في المنطقة.
(س ج / أ ف ب، د ب أ، رويترز)
مراجعة: عماد م. غانم