اسماعيل فهمي في مذكراته: السادات زار القدس ليكون بطلا عالميا فقط
١٥ أكتوبر ٢٠٠٦في الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لاغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات تلقى مذكرات دبلوماسي مصري بارز أضواء على زيارت السادات للقدس التي يرى أنها //حطمت// دور مصر تجاه الفلسطينيين كما تنفي أن يكون كسر الحاجز النفسي بين العرب وإسرائيل من بين أهداف مبادرة السادات. ويسجل اسماعيل فهمي الذي استقال من منصب وزير الخارجية اعتراضا على //حركة السادات المسرحية// التي فوجيء بها العالم يوم 19 نوفمبر تشرين الثاني 1977 أن رغبة السادات في أن //يصبح بطلا عالميا// أدت الى عزلة مصر عربيا وعزلة السادات داخل بلاده مشيرا الى أن غالبية المصريين استقبلوا مصرعه على أيدي متشددين اسلاميين بلا مبالاة كأنهم يتحررون من وهمه. ويضيف في كتاب /التفاوض من أجل السلام في الشرق الاوسط/ أنه لم يكن //باعثا على الدهشة أن تتم تصفية السادات في النهاية على يد مجموعة طائفية. وبينما كان معظم المصريين على غير استعداد للذهاب الى هذا الحد /الاغتيال/ فان غالبيتهم كانت تشارك القتلة تحررهم من وهم السادات وليس هناك دليل أفضل من اللامبالاة الشديدة التي استقبل بها الشعب حادث مصرع السادات. كانت محاولة متعمدة لتناسي أن السادات كان موجودا من قبل.// وكان السادات يجلس في السادس من أكتوبر تشرين الاول 1981 في منصة عرض عسكري حين اغتالته رصاصات متشددين إسلاميين وكان الى جواره نائبه حسني مبارك الذي تولى بعده الحكم. وطرحت مكتبة دار الشروق بالقاهرة طبعة جديدة من مذكرات فهمي بمقدمتين احداهما لعمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية الذي قال ان فهمي //سوف يظل علما من أعلام الدبلوماسية العربية. كان الوزير حقا// والثانية لمحمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذي يعتبر الكتاب //شهادة تاريخية//. ويسجل فهمي أن السادات حينما أبلغه بفكرة الذهاب الى القدس أثناء وجودهما في رومانيا، ذكره بأن أمام مصر ورقتي ضغط هما الاعتراف باسرائيل وانهاء حالة الحرب وأن مجرد الذهاب الى القدس سيصب في مصلحة اسرائيل التي ستملي شروطها في ظروف ستعزل فيها مصر عن محيطها العربي. ويشير الى أن مناقشته مع السادات في ذلك اللقاء استغرقت ثماني ساعات وذهب بعدها الى استراحته حيث كان ينتظره مدير مكتبه أسامة الباز ومحمد البرادعي المستشار القانوني بوزارة الخارجية وبعد أن أبلغهما ما قاله السادات //انفجر أسامة الباز قائلا.. هذا جنون. لا شك أن الرجل غير متزن. لابد من منع ذهابه الى القدس حتى لو استعملنا القوة.// (رويترز)