الأسطورة راؤول يسدل الستار على مسيرته الحافلة
١٢ نوفمبر ٢٠١٥على ملعب جيمس شوارت في نيويورك يسدل الستار يوم الأحد المقبل (15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) على مسيرة لاعب أسطوري له ملايين العشاق حول العالم هو الأسباني المخضرم راؤول غوانزاليس بلانكو، المعروف اختصارا باسم "راؤول".
عمره حاليا 38 عاما، وهو غني عن التعريف وخصوصا، بالنسبة لعشاق الكرة الذين شاهدوا تألقه في ريال مدريد ومع منتخب أسبانيا في نهاية القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين. لعب راؤول للنادي الملكي 18 عاما بداية من عام 1992 وحتى عام 2010، حيث اعتقد أنه قدم كل ما لديه لريال مدريد كلاعب وحان وقت الرحيل للقيام بتجربة جديدة، فضل الانتقال إلى الدوري الألماني عام 2010 من بوابة الأزرق الملكي، شالكه، حيث مكث به عامين، ثم تحول إلى الدوري القطري، فلعب للسد عامين أيضا حتى 2014، ثم انتقل بعد ذلك إلى كوزموس نيويورك الأميركي، الذي ينهي معه مسيرته الآن.
حاصد للألقاب أينما كان
كانت مسيرته في ريال مدريد حافلة ولعب خلالها إلى جوار أساطير الكرة العالمية رونالدو البرازيلي وزيدان الفرنسي وبيكهام الإنجليزي وكان قائدا للفريق. وفاز مع ريال مدريد بكأس العالم للأندية مرتين، وبدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات، وبالدوري الإسباني ست مرات. وغيرها من البطولات الأخرى.
كان راؤول يطمح دائما في أن يصبح مثل أسطورة الريال ألفريدو دي ستيفانو قائد الجيل الذهبي للملكي؛ "لكن هذا غير ممكن"، قالها راؤول عام 2010 بحضور دي ستيفانو نفسه، رغم أنه حطم أرقام دي ستيفانو التهديفية مع الفريق مسجلا 339 هدفا في كافة المسابقات، وله 71 هدفا في البطولة الأقوى، دوري أبطال أوروبا، ليتربع لفترة على عرش هدافيها قبل تألق ميسي ورونالدو.
بعد عزمه الرحيل عن مدريد سارعت أندية كثيرة لكي تتعاقد معه لكنه اختار شالكه الألماني، الذي ألح مدربه آنذاك فيلكس ماغات على التعاقد معه. وعن وجوده في شالكه قال زميله كريستوف ميتسلدر، الذي كان زميلا له في ريال مدريد أيضا لمدة ثلاثة سنوات: "لعب راؤول لشالكه لمدة عامين يعتبر أمرا مدهشا بالنسبة لي حتى اليوم، وهو واحد من أروع الانتقالات في تاريخ البوندسليغا". وأفاد ميتسلدر حسب ما نقلت مجلة كيكر الألمانية أنه هو من أوعز لماغات بالتعاقد مع راؤول.
في شالكه لم يخيّب راؤول الآمال وأصبح منذ وصوله معشوق الجماهير التي استقبلته بالأحضان وكأنه تربى في غيلزنكيرشن. حصد مع الفريق كأس ألمانيا وكأس السوبر الألماني عام 2011. وفي نفس العام تم اختيار هدفه في مرمى كولونيا ليكون أفضل هدف في الدوري الألماني، حيث تلقى الكرة في منطقة جزاء كولونيا وظهره للمرمى ثم استدار نحو المرمى ووضع الكرة من فوق الحارس داخل الشباك مسجلا هدفا أسطوريا. ويقول راؤول عن فوزه مع شالكه بكأس ألمانيا: "كان الفوز بالكأس واحدا من أهم الأحداث (بالنسبة لي) لأنني لم أفز قط بكأس أسبانيا مع ريال مدريد."
بعد انتهاء عقده مع شالكه ذهب إلى قطر لمدة عامين ففاز مع السد القطري بالدوري عام 2013 والكأس عام 2014. وفي العام الماضي انتقل إلى كوزموس الأميركي ففاز معه بلقب "كأس ووسنام)، لأندية أميركا الشمالية، وبإمكانه الأحد القادم أن يحرز لقبا جديدا في المباراة النهائية لبطولة دوري أميركا الشمالية عندما يواجه فريق أوتاوا.
ورغم كل ما قدمه لمنتخب بلاده خصوصا الأهداف الأربعة والأربعين التي سجلها في 102 مباراة دولية؛ لم يتمكن راؤول من الفوز مع إسبانيا بكأس العالم أو كأس أمم أوروبا.
حمل قيم ريال مدريد إلى القرن الـ21
يقول كريستوف ميتسلدر "عندما انضممت إلى ريال مدريد كان راؤول بالنسبة لي اللاعب الذي أسير على دربه منذ اليوم الأول." أما إيكر كاسياس حارس المرمى العملاق فيقول "كرة القدم ستفتقدك يا "رولو" وبالنسبة لي كان شرفا كبيرا أن ألعب معك طيلة عشرة أعوام."
ويجمع كل من اقترب من راؤول سواء من مدربين أو لاعبين على أنه ليس مجرد لاعب لديه إصرار كبير على الفوز ، وإنما صاحب شخصية مؤثرة، "عندما جاء آنذاك من أتليتكو مدريد وانضم إلى ريال مدريد تأقلم بشكل رائع، ليس فقط بسبب طبيعته التي لا ترضى إلا بالفوز وإنما أيضا بسبب مصداقيته"، يقول رافا بينيتز، الذي درب راؤول في فرق الناشئين بريال مدريد وأصبح الآن مديرا فنيا للفريق الكبير.
أما المدرب الألماني الكبير يوب هاينكيس الذي درب راؤول في مدريد لمدة عام أحرز حلاله بطولة دوري الأبطال فيقول "لم يكن مجرد لاعب بالفطرة وهداف بالغريزة... راؤول له مكانة كبيرة في قمة كرة القدم الأسبانية." وبالنسبة لفيلكس ماغات فإن "تدريب راؤول كان سعادة محضة... وطباعه وشخصيته رائعتان."
ويقول يوغ فولفرام المحرر بمجلة كيكر "الى جانب تسجيل الأهداف، فإن القيم لدى راؤول مثار الإعجاب: الثبات والتواضع والروح الرياضية وأخلاق الفرسان، التي كان يتميز بها ريال مدريد في عصر دي ستيفانو وبرنابيو وحمل الفارس راؤول هذه القيم إلى القرن الحادي والعشرين."