البحار والمحيطات ... عالم غامض يئن في صمت
البحار والمحيطات تغطي الجزء الأكبر من كوكبنا وتلعب دورا مهما في تنظيم مناخنا وتحتضن أنواعا لا تحصى من الكائنات الحية. رغم محدودية معلوماتنا عن الحياة في بطن المحيطات، إلا أن المؤكد أنها بدأت تتضرر من تغيرات المناخ.
كوكبنا الأزرق
تغطي المحيطات حوالي 71 بالمئة من سطح الأرض وتحتضن عالم الأحياء البحرية، الجزء الأساسي للحياة، إذ تنتج ما يتراوح بين 50 إلى 80 بالمئة من الأكسجين، وبالتالي فهي تلعب دورا مهما في دورة الكربون على الأرض. يعتقد العلماء أن تاريخ نشأة البحار يعود لـ 4.4 مليار سنة.
البحار والمحيطات.. عالم مليء بالأسرار
بعيدا عن مساحته الشاسعة، فإن المعلومات المتوافرة لدينا عن المحيطات، محدودة بشكل كبير، الأمر الذي يشكل تحديا للعلماء الذين لا تتوقف مساعيهم للكشف عن أسرار الحياة في بطن المحيطات والبحار. ومن المهم في هذه المرحلة الزمنية التي تشهد تغيرات مناخية واضحة، معرفة التغيرات التي تحدث في دورات الحياة داخل البحار والمحيطات والتعامل معها بأفضل شكل ممكن.
جهاز تكييف طبيعي للكوكب
تلعب المحيطات دورا محوريا في تنظيم حرارة الأرض من خلال امتصاص وعكس ضوء الشمس، وبدأت التغيرات المناخية في التأثير على هذه الآلية، أمر يؤثر على حرارة كوكب الأرض ودورة الكربون وانتاج الأكسجين.
أشكال متنوعة للحياة
تحتضن البحار والمحيطات ما لا يقل على 230 ألف من أنواع النباتات والحيوانات، إذ تجد الأسماك والحيوانات غير الفقرية، مكانا آمنا لها في أعماق المسطحات المائية، وتزدهر النباتات بشكل كبير في المسطحات المائية غير العميقة، فيما تفضل الأحياء المائية الضخمة كالحيتان وأسماك القرش والدولفين، المسطحات المائية المفتوحة.
أغرب وأعجب الكائنات
يرجح العلماء أن أكثر من ثلثي أشكال الحياة في المحيطات والبحار، لم تكتشف بعد. فكل عام يكتشف العلماء أنواعا جديدة من النباتات والحيوانات، التي تختلف تماما عن كل ما تم اكتشافه حتى الآن، تماما مثل هذا الكائن الذي أطلق عليه العلماء اسم " السمكة الدودة"، بعد اكتشافه عام 2007.
جرس إنذار!
فقدان هذه الطحالب للونها يعتبر من علامات الخطر، فاللون المزدهر لهذه الكائنات ونموها المتسارع يعتمد على كائنات دقيقة، يتأثر عملها بتلوث البيئة وبدرجات الحرارة المرتفعة، وهذا ما يظهر في اللون الباهت لها.
كائنات لا تستطيع حماية نفسها من الحرارة
تمثل التغيرات المناخية تهديدا واضحا للحياة في البحار والمحيطات، إذ رصدت دراسات حديثة، ارتفاعا في سرعة معدلات انقراض بعض أنواع الأسماك والكائنات البحرية، بنسبة تصل للضعف مقارنة بأنواع شبيهة بها على اليابسة. الارتفاع الكبير في درجات الحرارة هو المسؤول الأول عن هذه التغيرات، إذ لا تجد الكائنات المائية في البحار والمحيطات، أماكن تحتمي بها من الحرارة المرتفعة.
مخاطر لا تحصى لذوبان الجليد
يتسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض في ذوبان الثلوج في المناطق الجليدية، الأمر الذي يؤدي بدوره لارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات وأيضا في انبعاث غاز الميثان، ما يؤدي لما يعرف بظاهرة "حمضية المحيطات" والتي تشير إلى زيادة حموضة المسطحات المائية.
ارتباط الإنسان بالمياه..علاقة مهددة؟
استقرت الشعوب المختلفة منذ آلاف السنين بمحاذاة الشواطئ واستفادت من البحار كمصادر للحياة والغذاء كما أثرت البحار والمحيطات على الحضارات المختلفة بشكل واضح. ويعيش الآن نحو مليار شخص في المناطق الساحلية..حياة صارت مهددة بسبب ارتفاع منسوب المسطحات المائية.
حماية الحياة البرية..تحديات في انتظار الأجيال المقبلة
تشكل نسبة المسطحات المائية التي لم يقترب منها البشر حتى الآن، ما لا يزيد عن 13 بالمئة من إجمالي مساحة المسطحات المائية في العالم، فعمليات الصيد بالإضافة إلى التطورات التكنولوجية، لم تترك تقريبا أي منطقة مهما بدت بعيدة وغير مأهولة. حماية هذه المناطق القليلة مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأجيال المقبلة. انك مولز/ ا.ف