المبعوث الأممي في دمشق والاتحاد الأوروبي سيرسل مبعوثه
١٦ ديسمبر ٢٠٢٤بحث المبعوث الأممي لسوريا، غير بيدرسون، مع قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا القرار الأممي 2254 بعد الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد في الثامن من الشهر الجاري. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأنه "خلال لقاء قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع ( الجولاني) مع المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسون، تم بحث ومناقشة ضرورة إعادة النظر في القرار 2254 نظرا للتغيرات التي طرأت على المشهد السياسي مما يجعل من الضروري تحديث القرار ليتلاءم مع الواقع الجديد".
وأكد الشرع على "أهمية التعاون السريع والفعال لمعالجة قضايا السوريين وضرورة التركيز على وحدة أراضي سوريا وإعادة الإعمار وتحقيق التنمية الاقتصادية ". وأضافت الوكالة: "تحدث عن ضرورة التعامل بحذر ودقة في مراحل الانتقال وإعادة تأهيل المؤسسات لبناء نظام قوي وفعال، بالإضافة إلى ذلك تم التأكيد على أهمية توفير البيئة الآمنة لعودة اللاجئين وتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي لذلك". وأشار الشرع إلى "ضرورة تنفيذ هذه الخطوات بحرص شديد ودقة عالية دون عجلة وبإشراف فرق متخصصة، حتى تتحقق بأفضل شكل ممكن" .
وكان المبعوث الأممي بيدرسون وصل ظهر أمس إلى دمشق قادما من عمان براً، وقال في تصريح صحفي: "نأمل في رفع العقوبات على سوريا لرؤية الإجماع الحقيقي حول إعادة بناء البلاد ". ونشر مكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا اليوم الاثنين (16 كانون الأول/ ديسمبر 2024) بيانا جاء فيه أن المبعوث غير بيدرسون أبلغ "قائد الإدارة الجديدة السيد أحمد الشرع ورئيس حكومة تصريف الأعمال السيد محمد البشير" خلال اجتماع في دمشق بأن المنظمة عازمة على تقديم جميع أشكال المساعدة للشعب السوري.
الاتحاد الأوروبي سيرسل موفدا للتباحث مع القيادة الجديدة في سوريا
من جانبها قالت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الاثنين إن مبعوث الكتلة إلى سوريا سيزور دمشق للتحدث مع القيادة الجديدة للبلاد، فيما تكثف القوى الغربية انخراطها بعد إطاحة بشار الأسد. وأضافت كالاس في مؤتمر صحافي قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "سيذهب ممثّلنا في سوريا إلى دمشق اليوم".
وأشارت إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون في بروكسل "طريقة التعامل مع القيادة الجديدة في سوريا وإلى أي مستوى ستصل علاقتنا معها" . وأكدت "بالنسبة إلينا، لا يتعلق الأمر بالأقوال فقط بل بالأفعال التي تسير في الاتجاه الصحيح".
وعقب سقوط بشار الأسد، أعربت الجهات الدولية الفاعلة عن تفاؤل حذر مع تعهد الإدارة الجديدة في سوريا حماية الأقليات وتشكيل حكومة تشمل جميع الأطراف.
وفي السياق الاقتصادي، تحسّن سعر صرف الليرة السورية في مقابل الدولار بعد أسبوع من الإطاحة بالرئيس بشار الأسد وهروبه من سوريا، وفق ما أفاد صرافون وتجار وكالة فرانس برس الإثنين، على وقع دخول العملة الأجنبية الى البلاد وبدء التعامل بها علانية في الأسواق.
إسرائيل تقصف طرطوس
وعلى صعيد آخر تستمر إسرائيل في استهداف مواقع داخل سوريا، وحولت الغارات الإسرائيلية ليل مدينة طرطوس على الساحل السوري إلى نهار جراء الانفجارات العنيفة في المواقع التي تعرضت لقصف جوي اسرائيلي ليل الأحد/ الاثنين.
وأكد ضابط سابق في الجيش السوري يعيش في مدينة طرطوس: "لأول مرة تتعرض مدينة طرطوس لقصف جوي إسرائيلي كبير حول ليل المدينة إلى نهار جراء الانفجارات العنيفة واستهدفت قواعد دفاع جوي ومواقع عسكرية سورية ومنها اللواء 23 وكتائب عسكرية قرب قرية حريصون والبلوطية والخراب إضافة إلى عدد من المواقع الأخرى التي شوهدت النيران تندلع منها". وقال الضابط، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية(د ب أ): "إسرائيل استخدمت صواريخ ربما تستخدم لأول مرة في القصف على الأراضي السورية حيث سمع دوي انفجارات لمسافات تتجاوز عشرات الكيلو مترات باعتبار أن المواقع العسكرية هي في مناطق جبلية واستهدفت بهذه النوعية من الصواريخ لتدمير الأسلحة التي هي داخل الكهوف".
وقال سكان في مدينة طرطوس: "الانفجارات تسمع في كافة المناطق المحيطة بمدينة طرطوس وسط حالة من الرعب والهلع لدى الأهالي". وشنت إسرائيل عشرات الغارات خلال الأسبوع الجاري هي الأعنف على سوريا منذ اندلاع الأزمة واستهدفت أغلب قطع الدفاع الجوي والطائرات.
ع.خ/ خ.س (أ ف ب، د ب أ)