الناخبون الروس يدلون بأصواتهم في انتخابات رئاسية محسومة سلفا
٢ مارس ٢٠٠٨توجه اليوم (2 مارس / آذار) نحو 109 مليون ناخب روسي إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي يعتبرها كثيرون من المنتقدين خاضعة لسيطرة الكريملن بهدف تقسيم السلطة بين فلاديمير بوتين وخليفته المفضل ديميتري ميدفيديف.
وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها في الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي بموسكو التي تغطيها الثلوج وذلك بعد مرور ليلة كاملة على إدلاء أول مجموعة من الناخبين بأصواتهم في اقصى شرق روسيا بسبب فارق التوقيت. وينتهي التصويت في آخر مراكز الاقتراع في كالينينجراد - الجيب الروسي الواقع باوروبا - في الساعة السادسة مساءً بتوقيت جرينتش اليوم.
انتقادات للعملية الانتخابية
وصار فوز ميدفيديف على منافسيه الثلاثة الاخرين شبه مؤكد بعد أن دعمه بوتين وعزز مركزه أمام الرأي العام قبل بدء حملة ساهمت في ترسيخ تلك الصورة عبر محطات التلفزيون الروسي الوطني في الاوقات التي تتمتع بأعلى كثافة مشاهدة. وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجراها مركز "فتسيوم" المملوك للدولة ومركز ليفادا المستقل حصول ميدفيديف الذي يشغل منصبا حكوميا ويراس شركة جازبروم العملاقة للطاقة على أكثر من 60 بالمئة من الاصوات.
وينتقد كثيرون العملية الانتخابية بسبب غياب مرشحي المعارضة الليبرالية، حيث ألغت لجنة الانتخابات المركزية تسجيل المرشح الليبرالي المعارض الوحيد وهو رئيس الوزراء السابق ميخائيل كاسيانوف. مما دعا رموز المعارضة وعلى رأسها بطل الشطرنج السابق غاري كاسباروف إلى وصف الانتخابات الحالية بانها "مسرحية". إضافة إلى ذلك يعتبر كثيرون أن المرشحين الاخرين، وهم زعيم الحزب الشيوعي المحنك جينادي زيوجانوف والقومي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي وأندريه بوجدانوف، هم أصدقاء للكريملن.
من ناحيتها وصفت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا أحد الهيئات الدولية القليلة لمراقبة للانتخابات بعد اعلان منظمة الامن والتعاون في أوروبا إنها ستقاطع الانتخابات، العملية الانتخابية في مرحة مبكرة بأنها "لا يمكن أن تعتبر نزيهة".
شكوك حول استقلالية ميدفيديف
يُعد وصول ميدفيديف (42 عاما) المحامي الذي لم يأت من المخابرات الروسية مثل أستاذه بوتين إلى الكريملن تعزيزا للاتجاه الليبرالي في مواجهة الصقور الامنية التي كان لها نفوذ كبير في ظل حكم بوتين الذي استمر ثماني سنوات. لكن تعهدات ميدفيديف "بمواصلة مسيرة الرئيس بوتين" تثير الشكوك حول ما إذا كان سيتخذ أي قرارات مستقلة في ظل نظام تقسيم السلطة الجديد عقب انتهاء ولاية بوتين في أيار/مايو المقبل.
ووسط مخاوف من لامبالاة الناخبين بذلت السلطات جهودا مكثفة وشاملة للحصول على الاصوات. وقال احد المحللين إن انخفاض إقبال الناخبين قد يحرج الكريملن الذي يرى الانتخابات كمرحلة ثانية من الاستفتاء حول بوتين بعد مرور ثلاثة أشهر على فوز حزبه بأغلبية برلمانية.