اليوم العالمي للحياة البرية - حيوانات مهددة بالانقراض في ألمانيا
في اليوم العالمي للحياة البرية (الثالث من مارس/ آذار)، لا يمكن التوقف عن التحذير بشأن مصير بعض الحيوانات المهددة بالانقراض، فرغم أن بعضها يجد من جديد مكانا له في ألمانيا، إلا أن الحصيلة تبقى سلبية.
اختفت من المستنقعات
سلحفاة المستنقعات الأوروبية هي النوع الوحيد من السلاحف الذي يوجد في ألمانيا. لكن مجاري الأنهار التي يطرأ عليها تغييرات والنشاط الزراعي المكثف وتدمير الأماكن التي يمكن للسلاحف أن تضع فيها بيضها أدت إلى اختفاء هذا النوع من السلاحف تقريبا. ومن المفترض أن تتمكن مشاريع إعادة التوطين من انقاذ هذه السلاحف وإبقائها على قيد الحياة.
الكفاح من أجل البقاء
قبل 60 عاما كان دجاج الطيهوج الأسود منتشرا في أجزاء كبيرة من شمال ألمانيا. لكن تجفيف المياه والنشاط الزراعي في الأراضي السبخية دمرت مجال حياته ومجال حياة كثير من الأنواع الحيوانية الأخرى. واليوم يُعتبر حدثا مثيرا مشاهدة طيهوج أسود في إحدى المحميات الخاصة بالطيور.
من وباء مدمر إلى مهدد بالانقراض
إنه يدمر محاصيل المزارعين، ويُعتبر وباءً. هكذا كانت سمعة "هامستر الحقول" (فأر الحقول) حتى سبعينيات القرن الماضي. أما الآن فيعد عاشق الحبوب من أكثر الثدييات المهددة بالانقراض في ألمانيا. فالميكنة الزراعية والحصول على عدة محاصيل في السنة الواحدة وكذلك الحرث السريع للأراضي كلها دمرت مجال حياة هذا الحيوان الصغير.
ملقحات مهددة
والنحل هو أيضا مهدد ـ لاسيما النحل البري الذي لا يعيش منظما في مستعمرات وخلايا نحل. والنحل هو الآخر ضحية للنشاط الزراعي الاصطناعي. فتدمير حقول الزهور البرية والاستعمال المفرط للمبيدات أدى إلى تراجع أعداد النحل، الأمر الذي له عواقب وخيمة على النظام البيئي.
الطيران ليلا في الغابة
إن القضاء على حياة الحشرات يهدد أيضا أعداءها مثل الخفاش "طويل الأذنين عابس الوجه" المسمى بـ"Western barbastelle" والذي يعيش في الغابة وحولها، مثله مثل العديد من أنواع الخفافيش الأخرى. لكن أعداد الخفاش "عابس الوجه" تراجعت بسبب شق الطرق التي تقطع الغابات وتراجع أعداد الأشجار الميتة أو القديمة، التي كانت ملجأ له يسعى فيها على رعاية النشأ.
المنك الأوروبي ضحية المنك الأمريكي
اعتُبر المنك الأوروبي منقرضا من ألمانيا منذ عشرينيات القرن الماضي. وقد أثر على وجوده أيضا المنك الأمريكي، الذي فر من مزارعه في أوروبا وأثبت أنه أكثر قدرة على التكيف من قريبه الأوروبي. كما أن تجار الفراء قاموا باصطياد المنك الأوروبي. وهناك ثلاثة مشاريع ألمانية لإعادة توطين المنك الأوروبي أظهرت نجاحات أولية.
القندس الأوروبي (ثعلب الأسماك)
عمليات اصطياد القندس الأوروبي (ثعلب الأسماك)، ذي الفراء المعروف، أوصلته إلى حد الانقراض تقريبًا. وتعيش مجموعات صغيرة منه الآن فقط على حافة الغابة البافارية. وهناك، تتزايد أعداد الحيوانات البرية، المحمية بشكل صارم، مرة أخرى في بعض الأماكن. ومع ذلك، هناك بالفعل نقاش حول صيده، لأن "القندس الأوروبي" يدمر أيضا مزارع الأسماك.
عودة الذئب
في هدوء وسرية استوطن الذئب مجددا ألمانيا. وفي الحقيقة كان يُعتبر منذ منتصف القرن التاسع عشر منقرضا. وهذا الحيوان خجول لحد ما، لكنه قادر على التكيف في كل مكان يتركه له الإنسان. ومنذ 1990 يحظى الذئب بالحماية ويوجد حاليا في ألمانيا نحو 160 قطيعا من الذئاب. لكن الجدل يحتدم مجددا حول الترخيص باصطياده.
الوشق - صياد خجول
القط البري "الوشق" عاش نفس مصير الذئب والدب: فالصيادون عملوا على إبادته في القرن الـ 19 في الغابات الألمانية. كما أن المجال الحيوي تقلص بالنسبة إلى هذا الحيوان الخجول، الذي يصيد ليلا. لكن المحميات الطبيعية ومشاريع إعادة التوطين أعادت نحو 100 وشق إلى البلادز وهذا عدد قليل جدا للتمكن من ضمان مجموعات مستقرة.
ليس هناك مخبأ للزغبة البلوطية
الزغبة البلوطية، حيوان عام 2023، يوجد في الأصل في أماكن واسعة في أوروبا، لكن أعداده تتراجع بقوة لاسيما في مجال حياته الطبيعي، الغابة. ويعود ذلك ربما لتراجع فرص الاختباء والأكل إضافة إلى انتشار السموم في البيئة مثل تلك الناجمة عن المبيدات الحشرية.
اختفت من السواحل الألمانية
حتى بداية القرن العشرين، كانت سمكة الرقيطة الملساء منتشرة في الشواطئ الأوروبية. وفي جزيرة أمروم في بحر الشمال (بحر البلطيق) كان يجري غالبا اصطياد الآلاف من هذه السمكة المفضلة في الأكل عند حدوث الجزر. لكن معدل توالد سمك الرقيطة الملساء يعد بطيئا ونشاط الصيد دمر مجاله الحيوي ـ والنتيجة هي أن آخر سمكة من نوع الرقيطة الملساء شوهدت في المياه الألمانية عام 1963. إعداد: فلوريان ماير/ م.أ.ز/ ص.ش