انتهاء فترة تفويض المراقبين العرب بالعجز عن وقف أعمال العنف في سوريا
١٩ يناير ٢٠١٢تزامن انتهاء تفويض المراقبين العرب مع انسحاب قوات الجيش السوري اليوم الخميس (19 يناير/كانون الثاني 2012) من بلدة الزبداني السورية الواقعة قرب لبنان بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار، بحسب ناشطين، لكن لم يظهر مؤشر على وقف شامل للعنف مع انتهاء تفويض بعثة المراقبين العرب التي استمرت شهرا. وقال كمال اللبواني أحد زعماء المعارضة إن سكان الزبداني ذكروا أن القوات والدبابات السورية، التي كانت تحاصر البلدة التي سيطرت عليها قوات معارِضة، انسحبت بعد هدنة لوقف إطلاق النار هدفها إنهاء قتال مستمر منذ يوم الجمعة. وقال اللبواني إن عشرات الدبابات والمدرعات التي كانت تطوق الزبداني على بعد 30 كيلومترا شمال غربي العاصمة السورية انسحبت إلى ثكناتها على بعد ثمانية كيلومترات.
اجتماع لأعضاء الجامعة العربية بشأن سوريا
من جانب آخر، من المقرر أن يقرر وزراء الخارجية العرب، في مطلع الأسبوع المقبل خلال اجتماعات في القاهرة، الخطوة التالية التي يتعين اتخاذها في كيفية التعامل مع الانتفاضة التي سقط فيها آلاف القتلى. وعندما سُئل رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري عما إذا كانت بعثة المراقبين أحدثت فارقا، أجاب أن هذا حدث فعلا في الأسبوع الأول مع تراجع عدد القتلى بصورة كبيرة ولكن وبعد ذلك ارتفع العدد مجددا. وأضاف أن أغلب الضحايا قتلوا في هجمات لقوات الأمن. وتقول بعض الدول العربية بقيادة قطر، التي ترأس لجنة تابعة لجامعة الدول العربية معنية بسوريا، إن البعثة فشلت. بل إن قطر اقترحت إرسال قوات عربية إلى سوريا وهي فكرة رفضتها دمشق، ولم توافق عليها أي دولة أخرى في الجامعة العربية المؤلفة من 22 عضوا.
وقال مصدر في الجامعة العربية هذا الأسبوع إن سوريا ربما تسمح ببقاء المراقبين لكن دون توسيع لمهمتهم. ودافع السودان عن البعثة التي يقودها الفريق أول الركن السوداني الجنسية محمد أحمد مصطفى الدابي. وقال وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي لرويترز إن البعثة تحقق المزيد والمزيد بمرور الأيام. في المقابل، أثار تعيين الفريق الدابي لقيادة البعثة استياء نشطاء حقوق الإنسان الذين يقولون إن الخرطوم ارتكبت فظائع في منطقة دارفور بغرب البلاد تحت سمع الفريق الدابي. ويقول العراق ولبنان إنهما لن يفرضا عقوبات على سوريا وإنها شريك تجاري رئيسي لهما.
الاتحاد الأوروبي سيوسع العقوبات على سوريا
ويقول دبلوماسيون في بروكسل إن من المتوقع أن توسع حكومات الاتحاد الأوروبي الاثنين المقبل قائمة الشخصيات والشركات والمؤسسات السورية المستهدفة بعقوبات الاتحاد. ويريد بعض معارضي الأسد أن يتخذ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إجراءً، لكن المجلس منقسم أيضا إذ أعلنت روسيا أنها ستتعاون مع الصين لمنع أية خطوة للسماح بالتدخل العسكري. وأقرت قوى غربية بأن حملة عسكرية في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا ستكون محفوفة بالمخاطر، لكنها تريد من المجلس على الأقل أن يدين قمع الأسد وأن يفرض عقوبات.
ويصعب التوصل إلى رقم يمكن أن يُعتد به لعدد القتلى بسوريا التي قيَّدت دخول الإعلام. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 445 مدنيا قتِلوا منذ أن وصلت بعثة المراقبين العرب إلى سوريا في 26 ديسمبر/كانون الأول للتحقق مما إذا كانت دمشق تنفذ خطة السلام العربية. وأضاف المرصد أن 146 فردا من قوات الأمن، منهم 27 انشقوا وانضموا للمعارضة، قتلوا أيضا. ولا تشمل أرقام المرصد السوري 26 شخصا تقول السلطات إنهم قتلوا في تفجير انتحاري بدمشق في السادس من يناير/كانون الثاني الجاري. وقالت الأمم المتحدة في 13 ديسمبر كانون الأول إن قوات الأمن قتلت أكثر من خمسة آلاف شخص في سوريا منذ مارس/آذار. وبعدها بأسبوع، قالت دمشق إن المسلحين قتلوا ألفين من قوات الأمن.
قتلى وجرحى في أنحاء متفرقة من البلاد
ووردت أنباء عن مقتل تسعة أشخاص الخميس في مناطق أخرى من سوريا، إلى جانب 600 قتلوا منذ وصول المراقبين العرب إلى سوريا، حيث طغت بشكل متزايد العمليات التي يشنها الجيش السوري الحر المؤلف من جنود منشقين عن الجيش السوري على المظاهرات السلمية المناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن من القتلى أربعة نشطاء كانوا متوارين عن الأنظار قتِلوا إثر اطلاق النار عليهم خلال كمين نصبته لهم قوات الأمن السورية في قرية بسنقول، الواقعة في جبل الزاوية في ريف إدلب شمال غرب البلاد.
كما أعلن المرصد السوري أن مواطنا قتِل وأصيب سبعة بجراح إثر قصف بمدافع الهاون تعرض له حي باب هود في حمص وسط سوريا، كما قتِل سائق سيارة أجرة برصاص قناصة، في الحي نفسه. وتابع المرصد أن قتيلاً سقط في الميادين في محافظة دير الزور شرق سوريا. وأضاف المرصد أن مواطنين اثنين قتلا إثر إطلاق الرصاص خلال اقتحام القوات السورية لعدة أحياء في مدينة حماة. ويأتي ذلك غداة عمليات عسكرية واشتباكات عنيفة جرت في في ريف إدلب بين الجيش ومنشقين سقط فيها عسكري منشق وستة مدنيين بينهم سيدة وطفل وجرح آخرون، حسبما أفاد المرصد أمس الأربعاء.
(ع.م/ أ ف ب ، رويترز )
مراجعة: حسن زنيند