باكستان ـ السجن عشر سنوات لعمران خان قبيل انتخابات مرتقبة
٣٠ يناير ٢٠٢٤أصدرت محكمة باكستانية حكما بالسجن ضد رئيس الوزراء السابق عمران خان، بالسجن لمدة عشر سنوات. وصدر الحكم في سجن أديالا حيث احتجز خان معظم الوقت منذ اعتقاله في آب/أغسطس، وعليه الرد على اتهامات في عشرات القضايا. وقد منع من الترشح لانتخابات لمدة خمس سنوات. يأتي هذا الحكم قبل أقل من عشرة أيام على الانتخابات التشريعية والاقليمية المرتقبة في 8 شباط/فبراير والتي شهدت حملتها اتهامات بالفساد والقمع بحق حزب "حركة إنصاف" الذي أسسه خان.
وقال عمران خان للناخبين في بيان نشره على حسابه في موقع "إكس": "يجب أن تثأروا لكل ظلم عبر تصويتكم في 8 شباط/فبراير". وأضاف "أخبروهم أنكم لستم قطيعاً يمكن أن يُقاد بالعصا".
وقال ناطق باسم حزب "حركة إنصاف" لوكالة فرانس برس "حُكم على كلّ من رئيس الوزراء السابق عمران خان ونائب رئيس (حزب حركة إنصاف) شاه محمود قرشي بالسجن عشرة أعوام في هذه القضية". وتتمحور القضية حول كيفية تعامل الرجلين مع برقية أرسلها سفير باكستان لدى الولايات المتحدة، جاء فيها وفق خان أن واشنطن كانت متواطئة في مؤامرة لطرده من منصبه في العام 2022. ونفت الولايات المتحدة والجيش الباكستاني هذا الاتهام. وكان قد وجه الاتهام الى عمران خان في تشرين الأول/اكتوبر بموجب قانون الأسرار الرسمية الذي يعود تاريخه إلى الحقبة الاستعمارية.
وعقدت المحاكمة في سجن أديالا بحضور محاميه فقط وبعض أقاربه وعدد قليل من الصحافيين. وندد حزبه "بعدالة زائفة بدون وصول الصحافة والجمهور" وأعلن عزمه استئناف الحكم. وقال توصيف أحمد خان الناشط الحقوقي والمحلل السياسي "إنها مهزلة للعدالة. على ما يبدو، المقصود منها منعه من الحصول على أغلبية في البرلمان لكن شعبيته سترتفع لأن عدد أنصاره سيزداد بعد هذا الظلم الكبير".
ويتمتع عمران خان، نجم الكريكت السابق الذي وصل إلى السلطة عام 2018 وأُقيل بموجب مذكرة لحجب الثقة عنه في نيسان/ابريل 2022، بدعم شعبي هائل في باكستان. لكن حملة التحدي التي قام بها ضد المؤسسة العسكرية القوية أعقبها رد فعل عنيف. وأثار اعتقاله في أيار/مايو الماضي غضب أنصاره الذين نزلوا إلى الشارع في تظاهرات احتجاج.
وردت السلطات باعتقالات واسعة النطاق لمؤيدي حزب حركة إنصاف وقادته. ووجد الحزب نفسه مشلولاً في الفترة التي سبقت الانتخابات بعد أن تم حظر تجمعاته فعلياً وحظر رمزه الانتخابي كما لم يُسمح للعشرات من أعضائه بالترشح. إذ افادت وسائل الإعلام المحلية الثلاثاء بإدانة عمران خان، إلا أن التلفزيون الحكومي الذي يطبق إجراءات رقابة غير رسمية ضده، حرص على عدم ذكره.
وخلال الحملة الانتخابية، قيدت وسائل الإعلام الخاضعة لرقابة شديدة في تغطيتها للمعارضة، ما دفع بالحزب إلى الانتقال إلى الإنترنت. لكن انقطاع الشبكة عطل محاولاته لعقد الاجتماعات افتراضياً.
وتنظّم الدولة الواقعة في جنوب آسيا والتي يتخطى عدد سكانها 240 مليون نسمة انتخابات عامة في الثامن من شباط/فبراير، لكن منظمات حقوقية تشكك في مصداقيتها على خلفية الحملة ضد حزب خان.
ويعتبر حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية بزعامة رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي شغل منصب رئيس الحكومة ثلاث مرات بدون أن يكمل أيا من ولاياته، الأوفر حظا للفوز في الانتخابات. وعاد نواز شريف الى باكستان في تشرين الأول/أكتوبر بعد أربع سنوات من المنفى في لندن. واعتبر بعض المحللين السياسيين أنه وقع اتفاقا مع الجيش، والذي كان يتهمه حتى فترة قريبة بأنه أقاله من السلطة عام 2017 لتشجيع فوز عمران خان في الانتخابات بعد سنة. وبقي الجيش في السلطة على مدى حوالي نصف تاريخ البلاد الممتد على 75 عاما، ولا يزال يحظى بنفوذ سياسي كبير.
ف.ي/ع.ج.م (ا ف ب)