بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم

في المؤتمر الواحد والثلاثين للاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي عُقد في مدينة دوسيلدورف الألمانية انتُخب أسطورة كرة القدم الفرنسية مبشيل بلاتيني رئيساً جديداً للاتحاد خلفاً للرئيس الحالي السويدي راينارت يوهانزون. حصل بلاتيني البالغ من العمر 51 سنة على 27 صوتاً من أصل 50.

وكانت هذه المرة الأولى في تاريخ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم التي يخسر فيها رئيس الاتحاد أمام منافس له على هذا المنصب. بذلك يكون بلاتيني ثاني فرنسي يتبوء منصب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بعد مواطنه جاك جورجيس. يُذكر أن الاتحاد الألماني لكرة القدم، أحد أعضاء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الـ 52، أعلن نيته التصويت ليوهانزون نظراُ لما قدمه السويدي لكرة القدم الأوروبية والعالمية. وكانت نتيجة التصويت متقاربة، كما كان يتوقع المراقبون الذين انتظروا تنافساً حاداً بين المرشحيْن بسبب تكافؤ فُرص الرجلين. في المقابل أصبح من الثابت أن أسطورة كرة القدم الألمانية فرانتس بيكنباور ( القيصر ) سيخلف مواطنه غيرهارد ماير – فورفيلدر في منصبه كعضو في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم " فيفا ".

لينارت يوهانزون

شغل السويدي لينارت يوهانزون البالغ من العمر 77 سنة منصب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم منذ عام 1990. ومنذ توليه منصبه شهد الاتحاد الأوروبي " Uefa " تطوراً نوعياً لامثيل له ليُصبح أغنى الاتحادات القارية لكرة القدم. إذ ارتفعت ميزانيته السنوية خلال الـ 17 سنة التي قاد فيها السويدي أعمال الاتحاد من 15 مليون إلى 1’5 مليار فرانك سويسري. هذا بالإضافة إلى أن الاتحاد الذي يضم 200 موظف أصبح مؤسسة عالمية مرموقة بمقر ضخم يقع على ضفاف بحيرة جنيف. من أبرز إنجازات المسؤول السويدي كان نشاطه في مجال مكافحة العنف والعنصرية وتعاطي المخدرات.

ميشيل بلاتيني

نجح الرئيس الجديد لاتحاد كرة القدم الأوروبي ميشيل بلاتيني في تحقيق انطلاقة ناجحة في مشواره المهني بعد نهاية مسيرته الاحترافية في كرة القدم حيث كان بلاتيني واحداً من أبرز وأكبر نجوم كرةالقدم في العالم. بعد توليه منصب المدير الفني للمنتخب الفرنسي لكرة القدم في الفترة ما بين 1988 – 1992 بدأ بلاتيني مشواره المهني كإداري في عالم كرة القدم بتعيينه نائباً لرئيس اللجنة المنظمة لبطولة العالم لكرة القدم عام 1998 في فرنسا. بعد ذلك عمل أسطورة كرة القدم الفرنسية كمستشار لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتير لمدة 4 سنوات. وانضم أحد أبرز نجوم كرة القدم العالمية عام 2002 إلى اللجنة التنفيذية لاتحادي كرة القدم الأوروبي والدولي. والآن حقق بلاتيني حلمه في تبوّء منصب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. كان بلاتيني شدّد في حملته الانتخابية على وقوقه إلى جانب البلدان الصغيرة ومحاربة سيطرة المال على الرياضة.

كانت خسارة يوهانزون للتصويت الذي جرى في دوسيلدورف حدثاً تاريخياً في تاريخ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، إذ حتى يومنا هذا لم يخسر أي من رؤساء الاتحاد الذين جددوا ترشيح أنفسهم لهذا المنصب. كثيرٌ من كانوا يتساءلون: ما المانع في منح أصواتنا إلى يوهانزون البالغ من العمر 77 سنة؟ ما الخطأ الذي ارتكبه يوهانزون كي لا نُججد ثقتنا به، علماً أنه قام بمهامه حتى الأن على أكمل وجه وقاد اتحاد كرة القدم الأوروبي إلى النجاح؟ قال فرانتس بيكنباور: "شهدت كرة القدم الأوروبية تطوراً لا مثيل له في عهد يوهانزون". إذاً ليس هناك ما يحول دون منحه ثقتنا من جديد، لا سيما وأنه يحظى باحترام أوروبي وعالمي تقديراً لما قدّمه لكرة القدم الأوروبية والعالمية. ربما جاءت نتيجة التصويت علىعكس ما كان البعض يشتهي، لكن ما لا شك فيه هو أن السويدي يوهانزون قدّم لكرة القدم الأوروبية الكثير الكثير، بحيث يبقى في ذاكرة الكثيرين الذين ينتظرون من خليفته بلاتيني مواصلة العمل الدؤوب وتحقيق النجاح في عالم كرة القدم.

علاء الدين موسى