تحذيرات أمنية من مخاطر تعرض ألمانيا لهجمات إرهابية
٢٦ أبريل ٢٠١٠بعد إعلان رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور، هاينتس فروم، أن الخطر الإرهابي على ألمانيا لا يزال عالي المستوى كشف رئيس المكتب الاتحادي لمحاربة الجريمة، يروغ تسيركه، أن عدد التحقيقات الأمنية والقضائية التي يجريها المحققون الألمان ضد إسلاميين متطرفين تبلغ حاليا 350 تحقيقا، وهو أعلى رقم سجّل حتى الآن في حق الإسلاميين المقيمين في ألمانيا، بينهم 220 إجراء يشرف عليهم المكتب لوحده.
وقال رئيس مكتب حماية الدستور فروم إن المحققين "يتعاملون مع أناس قرروا بصورة حازمة تنفيذ اعتداءات في ألمانيا تحت اسم الجهاد" مشيرا إلى أن الإسلاميين في الداخل والخارج يستغلون الاعتداءات التي ذهب ضحيتها عدد من الجنود الألمان في أفغانستان مؤخرا "لغايات دعائية ويرحبون بها باعتبارها خطوة على طريق سحب القوات الألمانية من أفغانستان وعلى طريق الانتصار".
وأضاف فروم أن مكتبه يراقب حاليا مجموعة تطلق على نفسها اسم "مجاهدو طالبان الألمان" وضعت أخيرا شريط فيديو في الانترنت، ولكن باستثناء معتنق الإسلام إيريك براينينغر لم يتعرف المحققون بعد على أحد آخر من المجموعة المزعومة. واعتبر أن التواجد القوي لتنظيم "القاعدة" في اليمن "يعني أن ثمة إمكانية لزيادة تأثير التطرف الإسلاميين في ألمانيا من هناك".
127 إسلامي متطرف يخضعون للمراقبة
ومن جانبه ربط رئيس المكتب الاتحادي لمحاربة الجريمة تسيركه العدد القياسي من التحقيقات التي تجريها السلطات الألمانية ضد إسلاميين مشتبه في صلتهم بالإرهاب بتزايد الهجمات ضد القوات الألمانية في أفغانستان. وقال رئيس المكتب في تصريح لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" الألمانية: "يجرى حاليا في جميع أنحاء ألمانيا 350 تحقيقا على خلفية إسلامية، وهو عدد غير مسبوق". وذكر تسيركه أن ثلث التحقيقات التي يجريها مكتبه يتعلق بهجمات ضد القوات الألمانية العاملة في أفغانستان.
ووفقا لمعلومات تسيركه يبلغ عدد الأشخاص الذين لهم صلة بالساحة بالتطرف الإسلامي في ألمانيا نحو 1100 شخص معلنا أن سلطات الأمن تراقب حاليا 127 شخصا منهم، مشيرا في ذات الوقت إلى تزايد عدد الذين توجهوا إلى معسكرات التدريب منذ مطلع عام 2009 وأن أكثر من 30 شابا انتقلوا من ألمانيا إلى أفغانستان أو باكستان خلال العام الماضي وحده، مشيرا إلى رصد المحققين تأسيس جماعة ألمانية في أفغانستان. وقال في هذا السياق: "هذه الجماعة المكوَّنة حاليا من 10 إلى 12 شخصا تحاول مع دعاية الجهاد الألمانية استقطاب المزيد من الألمان، وهي تفعل ذلك للأسف بنجاح".
وفي سياق متصل ارتفعت أصوات التحذيرات الأمنية في ألمانيا من خطورة بعض الألمان الذين اعتنقوا الديانة الإسلامية في السنوات الأخيرة. وذكرت مجلة "فوكوس" الأسبوعية الألمانية استنادا إلى مصادر في هيئة مكافحة الجريمة أن تحقيقات الشرطة على مستوى الولايات والدولة أظهر وجود 11 ألمانيا مسلما تم تصنيفهم على أنهم "مصدر خطورة بالغة"، إضافة إلى 26 شخصا آخرا بينهم ثلاث سيدات يشكلن "خطرا" على البلاد. وأوضح تقرير المجلة أن أعمار المسلمين الألمان المشتبه في استعدادهم لتنفيذ هجمات إرهابية في ألمانيا يتراوح بين 20 و 42 عاما.
ثلث المشتبه بهم يقيمون في جنوب ـ غرب البلاد
وأشارت وثيقة لهيئة مكافحة الجريمة إلى استخدام المسلمين الألمان لبعض المساجد كمنابر للترويج لأفكارهم في منطقة أولم جنوبي ألمانيا، ومسجد القدس في هامبورغ شمالي البلاد، الذي كان محور لقاء بعض منفذي هجمات أيلول/سبتمبر 2001 في نيويورك وعلى رأسهم المصري محمد عطا.
وأكدت الهيئة أن نحو ثلث المشتبه فيهم يُقيمون في ولاية بادن ـ فورتمبرغ جنوب غرب ألمانيا، بالإضافة إلى خمسة أشخاص يعيشون في بريمن في شمال البلاد وأربعة في هامبورغ وولاية شمال الراين ويستفاليا التي تمكنت الشرطة فيها عام 2007 من اعتقال ثلاثة من أعضاء خلية "زاورلاند" في غرب البلاد بينهم اثنان من الألمان المسلمين. وكانت محكمة ألمانية حكمت الشهر الماضي على الألمانيين فريتس غيلوفيتش ودانييل شنايدر بالسجن 12 عاما لكل منهما بتهمة الانتماء لمنظمة إرهابية والتخطيط لهجمات إرهابية بتكليف من "اتحاد الجهاد الإسلامي".
الكاتب: اسكندر الديك
مراجعة: طارق أنكاي