تكريم شرودر لجهوده البناءة في دعم التعاون الإقتصادي بين ألمانيا والعالم العربي

في أول ظهور رسمي له في برلين منذ ان ترك منصب المستشارية تسلم المستشار الألماني السابق، غيرهارد شرودر، أول أمس (29.05.2006) في العاصمة الألمانية الرئاسة الشرفية لرابطة الشرق الأوسط والأدنى. ونظم احتفال كبير بهذه المناسبة بمقر وزارة الخارجية الألمانية شاركت فيه عدة شخصيات اقتصادية وسياسية. وتعد الرابطة من بين أهم الجمعيات التي تنشط في مجال دعم العلاقات الإقتصادية بين ألمانيا والدول العربية وذلك منذ أكثر من سبعة عقود. وأشاد شرودر خلال الحفل بجهود الرابطة وبالعلاقات الألمانية العربية لكنه انتهز تلك الفرصة لتوجيه انتقادات لسياسة الحكومة الألمانية الحالية وسياسية الإتحاد الأوربي تجاه الشرق الأدنى وإيران بطريقة غير مباشرة. ويأتي تنصيب غيرهارد شرودر في منصب شرفي غلى رأس الرابطة كتكريم للجهود التي بذلها المستشار السابق في بلورة العلاقات الألمانية العربية والرقي بها. ونوه رئيس رابطة الشرق الأدنى والأوسط، مارتين باي، في تلك المناسبة بجهود المستشار الألماني السابق الذي وضع تطوير العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا والعالم العربي على قمة سلم أولياته واعتبر تلك السياسة مثالا جديرا بالاحتذاء من قبل السياسة الألمانية.

إهتمام خاص بالعالم العربي

نجح موقف المستشار السابق غيرهارد شرودر الرافض كليا للحرب على العراق عام 2002 في كسب احترام العالم العربي والإسلامي. ولايزال السياسي الألماني البارز حتى اليوم الحاضر يتمتع بنفس الشعبة الكبيرة في معظم البلاد العربية وخاصة منها دول الخليج العربي. ويذكر أن شرودر كان خلال رئاسته للحكومة الألمانية يولي اهتماما متميزا للمنطقة العربة وحاول من خلال عدة زيارات قام بها إلى عدد من الدول العربية بلورة تلك العلاقات وتشجيع الإستثمار المتبادل. وقد ساهمت تلك الزيارات ولقاءات أخرى تلتها مع عدد من الزعماء العرب في وضع حجر الأساس لعلاقات تعاون متينة ذات أبعاد استراتيجية مهمة. وأشاد وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينمير، الذي كان يشغل في عهد المستشار غيرهارد شرودر منصب رئيس ديوان المستشارية بجهود شرودر في وضع أسس التعاون السياسي المشترك بين ألمانيا ودول الخليج العربي. كما أنه تحدث بتلك المناسبة عن الصدى الطيب الذي تركته تلك السياسة في منطقة الخليج العربي وعن جو الثقة الناجم عن تلك السياسة. ويذكر أن شرودر يخلف في هذا المنصب الشرفي، هانس يورغن فيجنيفسكي، الذي كان بدوره ينتمي إلى الحزب الإشتراكي الديموقراطي بعد بعد وفاته العام الماضي.

الحوار بدل العقوبات والمقاطعة

انتقد غيرهارد شرودر في حديث قصير له، على هامش إحتفال التكريم، سياسة الحكومة الألمانية الحالية فيما يخص الملف النووي الإيراني والمقاطعة الإقتصادية والسياسية لحكومة حماس. وأشار المستشار السابق في هذا السياق إلى حق إيران استخدام التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية. كما أنه حذر من فرض أي عقوبات اقتصادية على الجمهورية الإسلامية معتبرا مثل ذلك الإجراء خطوة غير مناسبة وخطأ. أما فيما يخص حكومة حماس فقد اعتبر شرودر مقاطعة حكومة منتخبة ديموقراطيا من قبل الإتحاد الأوروبي هو الآخر أمر خاطئ ودعا إلى التفاوض معها.

لكن رئيس الديبلوماسية الألمانية، شتاينمير، أوضح أنه لا يتفق مع مواقف شرودر الرافضة لعقوبات اقتصادية محتملة على إيران في حال تعثر المفاوضات وجدد تشبث الحكومة الألمانية بالموقف الأوروبي فيما يخص التعامل مع الملف النووي الإيراني.

ومن جانب آخر أكد شروردر أن التزامه تجاه رابطة الشرق الأدنى والأوسط يأتي من باب إهتمامه بتلك المنطقة الحيوية ورغبته في تطوير العلاقات الاقتصادية ولا يرتبط بالتطورات الخطيرة التي يشهدها سوق الطاقة الدولي. ونفى شرودر إلى ذلك أن يكون نشاطه يقتصر فقط على تطوير استراتيجية من أجل ضمان إمدادات الطاقة بما يضمن انتعاش الاقتصاد الألماني والعالمي. وجاءت هذه التصريحات ردا على الانتقادات الشديدة التي تعرض لها المستشار الألماني السابق داخل ألمانيا بعد تبوئه منصب مهم لدى الشركة الروسية العملاقة لإنتاج الغاز الطبيعي غازبروم.

رابطة الشرق الأدنى والأوسط

واغتنم شرودر هذه المناسبة كذلك للإشادة بجهود رابطة الشرق الأدنى والأوسط التي تعمل منذ عدة عقود من اجل دعم المصالح الاقتصادية الألمانية في منطقة الشرق الأوسط. واعتبرها بانية للجسور ووسيط مهم بين ألمانيا ودول الخليج التي تعد منطقة حيوية ومهمة بالنسبة لألمانيا. ودعا شرودر في هذا الصدد إلى تطوير العلاقات الاقتصادية مع تلك الدول وعدم حصرها في مجال الطاقة لتمتد إلى مجالات أخرى.