حفلات صديقة للبيئة في ألمانيا
١٦ أغسطس ٢٠١١هدف المشروع: تعزيز الوعي بحماية وسلامة المناخ داخل قطاع صناعة الموسيقى وبين زوار مهرجان الموسيقى
التدابير: استخدام أنظمة الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء خلال مهرجان الموسيقى، وتشجيع الزوار على استخدام وسائل النقل الرفيقة بالبيئة.
توليد الطاقة الكهربائية: تولد الألواح الشمسية المنتشرة على مساحة 2900 مترا مربعا 189ألف كيلوواط / ساعة.
حجم التوفير في الانبعاثات الغازية: توفير 23 طنا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويا، وذلك عبر استخدام الزوار وسائل نقل رفيقة بالبيئة.
حتى مطلع التسعينيات من القرن الماضي، كانت الحفارات الضخمة تستخدم هنا لاستخراج الفحم من الأرض. لكن بعد تلك الحقبة، أصبح الهدوء يسود بلدة Gräfenhainichen الصغيرة الواقعة شرق ألمانيا بالقرب من مدينة ديساو. أما الحفار العملاق فقد أضحى الآن القطعة الرئيسية في متحف Ferropolis الصناعي. وعلى مدى بضعة أيام في شهر يوليو من كل عام يسود القرية صخب شديد، خصوصا خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث تحتضن البلدة أحد اكبر مهرجانات الموسيقى الالكترونية في أوروبا. تضاء المنصات العملاقة بشكل مذهل، بحيث تصبح جاهزة لاستقبال 150 فرقة، أما جمهور الزائرين فيقدر بـ 20 ألف شخص من عشاق الموسيقى من مختلف أنحاء أوروبا.
لكن هذه الفعالية الضخمة لها أيضا جوانب سلبية. فالجيتارات الكهربائية ومكبرات الصوت والإضاءة وغيرها من المعدات تستهلك الكثير من الكهرباء. وعلى وجه الدقة فإن كمية الكهرباء المستهلكة خلال مدة مهرجان الموسيقى الإليكترونية وهي ثلاثة أيام، نحو 73 ألف كيلوواط/ ساعة، لذا ليس من المستغرب أن انبعاثات الغازات الضارة الناجمة عن توليد الكهرباء، يعادل الكمية التي تنبعث من بلدة صغيرة. ولا تقتصر هذه المشكلة فقط على مهرجان الموسيقى الإليكترونية، وإنما تنطبق على المهرجانات الموسيقية الأخرى.
ولكن هناك بعض الإشارات على بدء حدوث تحول في أسلوب التعامل مع موضوع حماية المناخ، ولطالما كانت المهرجانات الموسيقية تحمل رسائل ايجابية من خلال التركيز على قضايا إنسانية من بينها مكافحة الفقر أو السلام في العالم، ولا تعتبر حماية المناخ في العالم استثناء في هذا السياق. لذا فإن منظمي هذه المهرجانات يحاولون اتخاذ خطوات صغيرة على صعيد حماية المناخ، وتلك الخطوات من شأنها أن تترك آثارا ملموسة على أرض الواقع.
وعبر مبادرتهم الخاصة بالمناخ، يسعى القائمون على مهرجان الموسيقى الإليكترونية إلى خلق الوعي بقضية المناخ بين رواد المهرجان. إن الكهرباء اللازمة لتشغيل الآلات والمعدات المختلفة أثناء المهرجان يتم توليدها الآن بواسطة الألواح الشمسية الموجودة في المنطقة التي يقام فيها المهرجان. أما عن الكفاءة الإنتاجية لتلك الألواح، فيكفي القول بأنها تنتج كمية من الطاقة تكفي لإقامة مهرجانين. كما يتم في إطار المبادرة تشجيع عشاق الموسيقى على السفر بالقطار كوسيلة نقل رفيقة بالبيئة، بدلا من قيادة السيارات. كما توجد هناك أجهزة لشحن الهواتف المحمولة بواسطة الطاقة الشمسية. ومن المخطط أيضا تطبيق نظام لتجميع النفايات بشكل مركزي.
إن "مبادرة الموسيقى الخضراء" التي انطلقت في ألمانيا، تسعى إلى تحقيق الريادة في قطاع صناعة الموسيقى فيما يتعلق بالاهتمام بقضايا حماية المناخ العالمي ضمن ذلك القطاع. ويطمح منظمو المهرجان والقائمون على المبادرة إلى جعل مهرجان الموسيقى الإليكترونية رائدا في حماية البيئة ونموذجا يحتذى به للمهرجانات الأخرى.
فيلم لبريغيتا مول