حماية التراث العالمي .. المهمة الصعبة
قامت منظمة اليونسكو بتحديث قائمة التراث العالمي في فعاليات الدورة الثانية والأربعين في البحرين. وبالرغم من نجاح الجهود المكثفة للحفاظ على ثاني أكبر حاجز مرجاني في بيليز، إلا أن أكثر من 12 موقعاً آخر ما زال معرضاً للخطر.
خروج الحاجز المرجاني من القائمة
قامت منظمة اليونسكو بسحب الحيد المرجاني في بيليز، وهو ثاني أكبر حيد من هذا النوع في العالم بعد نظيره الأسترالي، من قائمة الأماكن المعرض للخطر. كان هذا الحيد مدرجاً في القائمة منذ عقد من الزمن إثر الاستغلال النفطي. ولم تكن بيليز تتمتع بقوانين صارمة لحماية البيئة، ما دفع اليونسكو لضم الحيد المرجاني إلى قائمتها عام 2009. ويضم الحيد تنوعاً حيوياً فريداً من الأسماك والسلاحف والقروش.
السد يهدد بحيرة توركانا
أُدرجت بحيرة توركانا في كينيا، التي تعد أكبر بحيرة صحراوية في العالم، على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر. أصبحت البحيرة مهددة بسبب وجود سد كهرومائي بالإضافة إلى مشاريع ري في إثيوبيا بأبرز روافدها. ويوجد في تلك المنطقة ثلاث حدائق وطنية مدرجة أيضاً على القائمة منذ عام 1997، إذ تشكل تلك الحدائق ممراً للطيور المهاجرة ومناطق تكاثر لتماسيح النيل وفرس النهر وأنواع عديدة من الأفاعي.
عشرات المواقع الطبيعية مهددة بالانقراض
هناك أكثر من 200 موقع للتراث العالمي لليونسكو حول العالم، أكثر من اثني عشر منهم معرضة للخطر. فعلى سبيل المثال، تم إضافة منتزه مانوفو غوندا سانت فلوريس (جمهورية أفريقيا الوسطى) إلى القائمة في عام 1997 بسبب تقارير عن ممارسات للصيد غير المشروع. وطبقاً لبعض التقارير، فقد حصد الصيادون في تلك المنطقة ما يصل إلى 80 في المائة من الحياة البرية في المنتزه.
معركة دامية لحماية الحياة البرية في الكونغو
الحفاظ على مواقع التراث الطبيعي قد يكون عملاً خطيراً. فقد فقد أكثر من 175 حارساً وعاملاً في حديقة فيرونغا الوطنية حياتهم منذ عام 1996 أثناء تأدية عملهم لحماية الحياة البرية من الصيادين وغيرهم من الجماعات المسلحة. وتضم الحديقة في جمهورية الكونغو الديمقراطية تنوعاً بيولوجياً استثنائياً، كما تعد موطناً للغوريلا الجبلية الشهيرة. وقد أضيفت الحديقة إلى القائمة كحديقة مهددة بالانقراض في عام 1994.
الصيد الجائر في تنزانيا
يعد ارتفاع الطلب العالمي على العاج أحد أهم الأسباب التي تدفع اليونسكو لاعتبار بعض المناطق الطبيعية مناطق معرضة للخطر. فقد تم إضافة محمية سيلوس جيم في تنزانيا، وهي واحدة من أكبر المناطق البرية المتبقية في أفريقيا، إلى القائمة في عام 2014. ويعتبر الصيد الجائر على نطاق واسع للحصول على العاج هو السبب الرئيسي في هلاك أعداد كبيرة من الأفيال ووحيد القرن.
متنزهات وحيوانات مُعرضة للهلاك
يوفر العديد من مواقع التراث العالمي بيئة مناسبة لمختلف أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض. فعلى سبيل المثال، تعتمد قرود أورانغوتان سومطرة في بقائها على ثلاثة متنزهات وطنية تعرف باسم تراث الغابات الاستوائية الممطرة في سومطرة. ومع ذلك، فإن قطع الأشجار بشكل غير مشروع والزراعة المكثفة واستخراج زيت النخيل، كلها ممارسات تهدد بقاءها بحالة جيدة. كما أنها تهدد ما بها من حيوانات.
حماية السكان
لا تقتصر حماية التراث العالمي لليونسكو على التنوع البيولوجي فحسب، وإنما أيضاً حماية المجتمعات المحلية في تلك المناطق. تمكن أكثر من 2000 شخص من السكان الأصليين من الحفاظ على أسلوب حياتهم التقليدي في محمية ريو بلاتانو في هندوراس. وقد تمت إزالة المحمية من القائمة المهددة بالانقراض في عام 2007، لكنها أضيفت مرة أخرى في عام 2011 بسبب قطع الأشجار بشكل غير قانوني، وهو ما يفسر تَسلح السكان المحليين.
تطبيق الحماية
تشمل مهمة اليونسكو تقديم المساعدة في حالات الطوارئ وتشجيع الحكومات المحلية والمواطنين على المشاركة في الحفاظ على المناطق والحيوانات المعرضة للخطر. وبالرغم من التهديدات للعديد من المناطق الطبيعية، إلا أن برنامج اليونسكو حقق قصص نجاح كثيرة، منها ما حدث لأرخبيل غالاباغوس في المحيط الهادي، إذ تم سحبه من قائمة المناطق المهددة بالانقراض عام 2010، بعد أن اتخذت حكومة الإكوادور إجراءات صارمة لحمايته. س.م