حين تمطر السماء نجوماً في ليلة ظلماء
في ليلة 12 من آب/ أغسطس من كل عام تتساقط النجوم من السماء. بيد أن ما يتساقط ليس في الحقيقة إلا بقايا مذنبات عند دخولها الأرض في منطقة ينتشر فيها الغبار الكوني. فلا تفوت فرصة مشاهدة تساقط النجوم من كوكبة حامل رأس الغول!
في النصف الأول من شهر آب/ أغسطس وبالخصوص يوم الثاني عشر منه من كل عام يوجه الفلكيون وهواة علم الفلك أنظارهم نحو السماء في انتظار زخات الشهب والنيازك العابرة أمام كوكب الأرض.
الحدث يتكرر كل عام، ولكنه كان خفيا هذا العام. عندما تكون الظروف الجوية ملائمة جدا يمكن الاستمتاع بمشاهدة تساقط النجوم من السماء بشكل أفضل.
فرصة مشاهدة أجمل زخات الشهب والنيازك تكون في الصباح المبكر ليوم الخميس 13 آب/ أغسطس من هذا العام بين الساعة الثانية والرابعة صباحا.
يكون القمر في تلك الليالي في الجهة الأخرى من الأرض، أي أنه يولد تلك الليالي. وبسبب ظلمة السماء الحالكة وما بها من نجوم وكواكب، فإن هناك احتمال مشاهدة الشهب بوضوح أكبر خلال تلك الليالي.
كان الفلكيون يعتقدون أن الزخات هذه آتية من كوكبة حامل رأس الغول Perseus ، ابن الإله زيوس في الميثولوجيا الإغريقية. لكنها في الواقع هي عبارة عن بقايا المذنب 109P/Swift-Tuttle الذي يمر من أمام الأرض كل عام يوم 12 آب/ أغسطس.
وكلما مر هذا المذنب أمام الأرض أو دخلت الأرض منطقة الغبار الكوني تتساقط تلك الجزيئات المنفصلة من المذنب لتدخل الغلاف الجوي بسرعة 60 كيلومتر بالثانية ثم إنها تحترق بدرجة حرارة تصل إلى 3 آلاف درجة مئوية.
خذ معك كرسيا إذن، وأجلس حيث يسود الظلام منتظرا تساقط النجوم من السماء في ليال لن تتكرر سوى مرة في السنة.