دعوة إلى "إعادة النظر" في العقوبات.. رسالة دعم خليجي لدمشق
٣٠ ديسمبر ٢٠٢٤دعا وزير الخارجية الكويتي عبدالله علي اليحيا الاثنين (30 ديسمبر/ كانون الأول 2024) من دمشقإلى "إعادة النظر" في العقوبات المفروضة على سوريا لتعزيز اقتصادها، وذلك خلال زيارة إلى جانب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي التقيا خلالها قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع.
وبحث المسؤولان مع الشرع "سبل تعزيز التعاون في المجالات الإنسانية والتنموية وبالأخص تحقيق التعافي الاقتصادي" في سوريا، كما أعلن الوزير الكويتي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السوري الجديد والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمّد البديوي.
وأكّد اليحيا أن دول مجلس التعاون تدعو "إلى إعادة النظر في العقوبات المفروضة على سوريا"، لأن "تخفيف هذه العقوبات" من شأنه "تحسين الظروف المعيشية ودعم جهود التعافي وتمكين الشعب السوري من المضي قدما نحو الأمن والاستقرار والتنمية".
وفرضت الولايات المتحدة ودول غربية عقوبات متتالية على دمشق خلال سنوات حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، فاقمت الاقتصاد المنهك سوءاً وكان المواطنون أولى ضحاياها وفق الخبراء المحليين.
وفي يونيو/حزيران 2020، فرضت واشنطن قانون العقوبات المعروف باسم قيصر، وقررت بموجبه عقوبات مالية على مسؤولين سوريين ورجال أعمال وكل أجنبي يتعامل مع دمشق، ونص على تجميد مساعدات إعادة الإعمار.
رسالة "دعم" خليجية موحدة لسوريا
وأعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أن الزيارة جاءت "لنقل رسالة خليجية موحدة مفادها التأكيد على دعم دول مجلس التعاون" لسوريا و"العمل على إيصال رسالة مفادها، العزم على مساعدتها سياسيا اقتصاديا تنمويا وإنسانيا".
كما أكّد الوزير الكويتي في الوقت نفسه أن هذه الزيارة "تعبر عن حرصنا على فتح صفحة جديدة من التعاون الإقليمي البناء الذي يدعم تطلعات شعوب المنطقة".
وتسعى الإدارة الجديدة في سوريا منذ وصولها إلى السلطة بعد الإطاحة ببشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر إلى تعزيز علاقاتها الدولية والإقليمية، ولا سيما أن دولا عدة قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق خلال سنوات الحرب.
وشدّد الوزير السوري أسعد حسن الشيباني خلال المؤتمر الصحافي على أن "الشعب السوري اليوم بحاجة لترميم علاقاته السياسية وترميم علاقاته الاقتصادية وايضا فتح المجال لدعم الدول العربية للاستثمارات".
واعتبر أنه ينبغي "الضغط لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على الشعب السوري وفسح المجال امام الدول الداعمة والصديقة لإنعاش السوق الاقتصادي وإنعاش الحياة".
وشهدت دمشق حركة دبلوماسية نشطة خلال الفترة الأخيرة، حيث تدفقت إليها وفود عربية ودولية للقاء السلطات الجديدة في البلاد، كان آخرها زيارة وفد ليبي وآخر بحريني وثالث أوكراني.
دعوة لزيارة السعودية
في غضون ذلك أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني تلقيه دعوة لزيارة السعودية، مؤكدا في منشور على موقع "إكس" قبول الدعوة وتطلعه "لبناء علاقات استراتيجية مع الأشقاء في المملكة على كافة المجالات".
كما دعا الشيباني إلى معاودة فتح سفارة الكويت في دمشق واستئناف العلاقات مع سوريا بعد سقوط بشار الأسد. وقال في المؤتمر الصحفي المشترك "ندعو دولة الكويت الشقيق بكل حب وسرور لفتح سفارتها في سوريا واستئناف العلاقات الدبلوماسية".
وقطعت الكويت، على غرار دول خليجية أخرى، علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا خلال فترة حكم الرئيس السابق بشار الأسد، وأغلقت سفارتها في شباط/فبراير 2012، احتجاجاً على استخدام القوة في قمع احتجاجات شعبية قامت العام 2011 سرعان ما تحولت الى نزاع مدمر.
وفي عام 2018، ظهرت بوادر عدة تشير إلى انفتاح خليجي تجاه نظام الأسد، أبرزها فتح سفارة الإمارات في دمشق، واستئناف العلاقات بالكامل بين دمشق وأبو ظبي، حليفة الرياض، التي أعلنت عام 2023 أنها تجري مباحثات تتعلق باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين.
وقادت السعودية بعدها جهودا دبلوماسية أعادت سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية في قمة جدة التي حضرها الأسد في مايو/ أيار من ذلك العام.
ص.ش/ أ.ح (أ ف ب، رويترز)