دول أوروبا والأطلسي تسعى للتوصل الى موقف مشترك حول ليبيا
١٠ مارس ٢٠١١يبدأ حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي اليوم الخميس (10 مارس/آذار) محادثات تستمر يومين بشأن ليبيا مع التركيز على احتمال فرض منطقة حظر طيران بعد اندلاع بعض من أعنف المعارك على الأرض في نحو ثلاثة أسابيع من الاشتباكات. وقال معارض ليبي إن قوات المعارضة المسلحة استعادت قلب مدينة الزاوية المدينة الأقرب للعاصمة طرابلس من قوات موالية للزعيم معمر القذافي أمس الأربعاء بعد أن بدا أن المدينة انتقلت من يد طرف إلى آخر مرتين خلال اليوم.
وسيكون على وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين سيلتقون صباح اليوم الإجابة على أسئلة عديدة منها هل يجب فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا؟ وان كانت الإجابة بنعم فهل يجب أن يتم ذلك تحت إشراف الحلف الأطلسي؟ وهل المعارضة الليبية شرعية؟ وهل يجب الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي للشعب الليبي؟. في المقابل فان هناك إجماع بين الأوروبيين على زيادة المساعدة الانسانية للشعب الليبي.
وإضافة إلى ذلك سيناقش وزراء الاتحاد الأوروبي الأوضاع في شمال افريقيا بصفة عامة مع التركيز على كيف يمكن للاتحاد الذي يضم 27 دولة أن يدعم عملية التحول السياسي في مصر وتونس. وسيبحث قادة ورؤساء حكومات الاتحاد الاوروبي الجمعة المقبلة المسألة الليبية في قمة استثنائية ببروكسل تهدف إلى توجيه "رسالة واضحة وايجابية" لبلدان شمال إفريقيا.
القرار الحذر
من ناحية أخرى سيكون على وزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي الـ 28 الذين سيجتمعون ظهر اليوم على الأسئلة ذاتها. ويدرك الغربيون أن أي سوء تقدير من جانبهم يمكن أن يشكل مساسا بكرامة العالم العربي وربما الإسهام في زعزعة الضفة الجنوبية من المتوسط. وتضاف إلى ذلك مخاوف من حدوث موجة هجرة واسعة من بلدان شمال إفريقيا باتجاه أوروبا وأيضا مخاطر ارتفاع كبير لأسعار النفط ما سيؤدي إلى القضاء على آمال انتعاش اقتصادي سريع.
وفي حال الاتفاق على إقامة منطقة حظر جوي وإذا ما أعطى مجلس الأمن الدولي موافقته عليها فان واشنطن ترغب في أن يتولى الحلف الأطلسي العمليات. وأوضحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن فرض منطقة حظر جوي أمر يرجع تقريره للأمم المتحدة ويجب ألا يكون بمبادرة تقودها الولايات المتحدة. غير أن روسيا والصين وهما من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة لا تميلان للفكرة التي قد تتضمن قصف الدفاعات الجوية الليبية أولا.
بيد انه في صلب الحلف الأطلسي ذاته هناك خلافات. ففرنسا ومع أنها قدمت مع بريطانيا مشروع قرار بهذا الشأن للامم المتحدة، فانها ترفض ان يتولى الحلف الإشراف على تدخل عسكري في هذا البلد العربي.
وارسل العقيد القذافي العديد من المبعوثين الى الغرب للدفاع عن قضيته وتم استقبال احدهم الاربعاء في لشبونة بالاتفاق مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون. وتفضل فرنسا التي طالبت مرارا برحيل القذافي، في المقابل الحوار مع المعارضة. واعتبرت بريطانيا والمانيا في رسالة وجهتاها الاربعاء لاشتون، ان القذافي "يجب ان يستقيل لاتاحة تحول ديمقراطي حقيقي" في ليبيا.
(ي ب / ا ف ب. د ب أ)
مراجعة: هيثم عبد العظيم