سفراء مجلس الأمن يختتمون جولتهم في دول منطقة الساحل
٢٣ أكتوبر ٢٠١٧قال سفير فرنسا في الامم المتحدة فرنسوا دولاتر بعد اجتماع السفراء مع الرئيس البوركينابي "نشعر بالارتياح عندما نرى كم كانت هذه الزيارة مفيدة ومثمرة وغنية بالمعلومات الايجابية لنا جميعا". وبمبادرة خصوصا من فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي، زار سفراء الدول الاعضاء في المجلس منذ الخميس مالي وموريتانيا وبوركينا فاسو، قبل عودتهم إلى نيويورك مساء أمس (الأحد 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2017).
وفي باماكو قال السفراء إن "صبرهم نفد" حيال موقعي اتفاق السلام في مالي في 2015 الذي تأخر تطبيقه. وفي واغادوغو، ذكر دولاتر الأحد بأن فرنسا "جعلت من مسألة مجموعة دول الساحل الخمس اولوية رئاستنا" لمجلس الامن الدولي. وقبيل ذلك زار السفراء مقر قيادة قوة مكافحة الجهاديين التابعة لمجموعة دول الساحل الخمس في سيفاريه بمالي. وترى فرنسا في هذه القوة نموذجا ممكنا للتعاون بين القوات الافريقية والامم المتحدة. فقد صرح دولاتر الخميس ان "نموذج مجموعة الدول الخمس لمنطقة الساحل، يمكن أن يكون مصدر وحي لا يقتصر على دول الساحل وحدها، بل يتعداها لما نقوم به يوما بعد يوم في الامم المتحدة".
ويفترض أن تبدأ هذه القوة المشتركة عمليتها الأولى نهاية الشهر الجاري. وكرر وزير الدفاع المالي تيينا كوليبالي أن هذه القوة ستضم سبع كتائب اثنتان منها من مالي واثنتان من النيجر وواحدة من كل من البلدان الثلاثة الأخرى. وأوضح كوليبالي أنها ستبلغ "كامل قدراتها قبل آذار/مارس 2018". وتبعد سيفاريه حوالى عشرة كيلومترات من موبتي، كبرى مدن المنطقة التي تحمل الاسم نفسه في وسط مالي حيث تدهور الوضع الامني بشكل كبير في الاشهر الاخيرة.
وصرح قائد قوة مجموعة الخمس الجنرال المالي ديدييه داكو في ختام زيارة السفراء "ننتظر (من مجلس الامن) دعما سياسيا في البداية" وايضا "مواكبة على صعيد العتاد والتدريب". واضاف "نتوقع بلوغ القدرة العملانية (القصوى) خلال بضعة اشهر، في 2018، وبحسب الوتيرة التي تحصل فيها الامور نعتقد اننا نستطيع بلوغ هذا الامر".
وكان قادة مجموعة دول الساحل الخمس اتفقوا بدفع من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الثاني من تموز/يوليو في باماكو، على احياء مشروع تشكيل هذه القوة. وكانت الدول الخمس اطلقت هذا المشروع اولا في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 لمواجهة تدهور الوضع في وسط مالي القريب من حدود بوركينا فاسو والنيجر اللذين يشهدان بدورهما اعمال عنف تقوم بها حركات الجهادية.
وفي تقرير رفعه في 16 تشرين الاول / اكتوبر، اوصى الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بتقديم مزيد من المساعدة الدولية الى هذه القوة التي لم يتم تأمين كامل تمويلها حتى الان. ويعقد اجتماع وزاري في 30 تشرين الاول / اكتوبر في الامم المتحدة دعما لمجموعة دول الساحل، اضافة الى مؤتمر للمانحين في 16 كانون الاول/ديسمبر في بروكسل.
وقال وزير الخارجية البوركينابي الفا باري مساء الاحد انه يعلق "آمالا كبيرة على هذا الاجتماع من اجل مساهمات الاطراف". وصرح تيكيدا اليمو سفيرة اثيوبيا التي تترأس مع فرنسا وايطاليا الوفد في زيارته "يمكنني ان اؤكد لكم ان بوركينا فاسو والدول الاخرى في مجموعة الساحل ستحصل على الدعم اللازم.
وادلى اليمو بهذه التصريحات خلال زيارة الى موقع الاعتداء الذي استهدف مقهى "عزيز اسطنبول" في وسط واغادوغو واسفر عن سقوط 19 قتيلا و21 جريحا في 31 آب / اغسطس الماضي. وزارة سفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن ايضا يرافقهم عدد من الوزراء في حكومة بوركينا فاسو، زيارة الى مقهى ومطعم "كابوتشينو" الذي يبعد خطوتين عن الموقع الاول واستهدف هجوم لجهاديين اسفر عن سقوط ثلاثين قتيلا و71 جريحا في كانون الثاني / يناير 2016.
ح.ز/ ص.ش (أ.ف.ب)