1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سوريا بعد الأسد... حكومة انتقالية ومعارك في دير الزور

١١ ديسمبر ٢٠٢٤

أكّد رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا محمد البشير أنّ الوقت حان لينعم مواطنوه بـ"الاستقرار والهدوء" بعد يومين على إسقاط فصائل المعارضة المسلّحة نظام الرئيس بشار الأسد الذي فرّ إلى موسكو بعدما حكم البلاد طوال ربع قرن.

https://p.dw.com/p/4nzVY
رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا محمد البشير
رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا محمد البشيرصورة من: AL ARABIYA TV/REUTERS

كلّفت هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم الذي أطاح بحكم الأسد، المنصب الثلاثاء (10 كانون الأول/ديسمبر 2024) محمد البشير الذي كان يرأس "حكومة الإنقاذ" في إدلب معقل فصائل المعارضة بشمال غرب البلاد، برئاسة حكومة تصريف الأعمال.

وقال البشير لقناة الجزيرة القطرية "حان الوقت لأن يشعر هذا الشعب بالاستقرار والهدوء"، وذلك بعيد ساعات من تكليفه بتولّي رئاسة الحكومة حتى الأول من آذار/مارس 2025.

وأتت هذه الخطوة في مسار المرحلة الانتقالية بعد أكثر من خمسة عقود على حكم آل الأسد في سوريا، في وقت واصلت فيه إسرائيل تدمير منشآت عسكرية سورية.

وفي توجّه مشابه، رأى أبو محمد الجولاني، قائد هيئة تحرير الشام الذي بات يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع، أنّ الشعب السوري "منهك" جراء النزاع وأنّ البلاد لن تشهد "حربا أخرى".

وأتى تكليف البشير غداة لقاء بين الجولاني ورئيس الحكومة السابق محمد الجلالي "لتنسيق انتقال السلطة".

وحضّت الولايات المتحدة على دعم عملية سياسية "جامعة" في سوريا. وأكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن "الشعب السوري سيقرر مستقبل" البلاد، مشددا على أنّ واشنطن "ستعترف وتدعم بشكل كامل الحكومة السورية المستقبلية التي ستنبثق عن هذه العملية".

بعد سقوط الأسد سوريون في ألمانيا يعبرون عن آمالهم ومخاوفهم

بروكسل تدعو السوريين لعدم تكرار السيناريوهات العراقية والليبية والأفغانية "المرعبة"

ومن جانبها، حذّرت وزيرة خارجية الاتّحاد الأوروبي كايا كالاس الثلاثاء من "التحدّيات الهائلة" التي تواجهها العملية الانتقالية الجارية في سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد، مناشدة السوريين عدم تكرار "السيناريوهات المرعبة" التي حدثت في كل من العراق وليبيا وأفغانستان.

وقالت كالاس خلال جلسة استماع أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل "نحن أمام حدث تاريخي وعلينا أن نهنّئ الشعب السوري على تحرّره". وأضافت "لكنّ هذا التحوّل يمثّل أيضا تحدّيات هائلة لسوريا والمنطقة".

وأوضحت أنّ "هناك مخاوف مشروعة بشأن أعمال العنف بين جماعات دينية، وعودة التطرف، والفراغ السياسي". وتابعت "علينا أن نتجنّب تكرار السيناريوهات المرعبة في العراق وليبيا وأفغانستان". ودعت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية إلى حماية حقوق "جميع السوريين، بما في ذلك حقوق الأقليات"، مشدّدة على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا واحترام "استقلالها وسيادتها".

وقدّمت كالاس دعمها الكامل لغير بيدرسن، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا. وكان بيدرسن قال الثلاثاء إنّ هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم العسكري الخاطف الذي أطاح بالأسد، ينبغي أن تقرن بالأفعال "الرسائل الإيجابية" التي أرسلتها حتى الآن إلى الشعب السوري.

وأكّد بيدرسون الذي عيّن مبعوثا خاصا لسوريا في 2018 أن "الاختبار الأهمّ سيبقى كيفية تنظيم الترتيبات الانتقالية في دمشق وتنفيذها". وأقرّ المبعوث الأممي بـ"احتمال بداية جديدة... في حال شملوا فعلا كلّ المجموعات والفئات الأخرى"، إذ عندها "يمكن للأسرة الدولية أن تعيد النظر في إدراج هيئة تحرير الشام في قائمة المنظمات الإرهابية".

وأسفر النزاع في سوريا عن مقتل نحو 500 ألف شخص، وأجبر نحو نصف السكان على النزوح أو اللجوء إلى الخارج.     

كما أعلنت قطر التي لم تطبّع علاقاتها مع حكومة الأسد رغم التقارب الذي حصل بين دمشق ودول عربية أخرى، "إنشاء أول قناة اتصال مع هيئة تحرير الشام"، التي قادت الهجوم الخاطف الذي شنّته فصائل المعارضة اعتبارا من 27 تشرين الثاني/نوفمبر انطلاقا من إدلب.

أسباب أدت إلى انهيار الجيش السوري في وقت قياسي

وسعت الهيئة (جبهة النصرة سابقا قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، على تقديم صورة مغايرة عن تلك التي أدت الى إدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية بمبادرة من مجلس الأمن. ولا تزال هيئة تحرير الشام تعد تنظيما "إرهابيا" تحظره العديد من الحكومات الغربية التي أكد بعضها أنها ستحكم على أفعال الهيئة لا أقوالها.

إسرائيل تقصف وتتوغل في سوريا

وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه شنّ مئات الضربات خلال 48 ساعة على أهداف استراتيجية في سوريا. وأشار إلى أن الأهداف شملت مواقع ترسو فيها "15 قطعة بحرية تابعة للبحرية السورية (...) وبطاريات صواريخ أرض جو (...) ومطارات سلاح الجو السوري والعشرات من أهداف مواقع الإنتاج".

وشدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال زيارة لقاعدة بحرية في مدينة حيفا الشمالية على أن الجيش "عمل في سوريا في الأيام الأخيرة لضرب وتدمير القدرات الاستراتيجية التي تهدد دولة إسرائيل".

وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو القادة الجدد لسوريا من السير على خطى الأسد ومن السماح لإيران "بإعادة ترسيخ" وجودها في البلاد.

وبمجرد سقوط حكم الأسد، بدأت إسرائيل حملة من الضربات على مقدّرات عسكرية سورية، وتقدّم جيشها للسيطرة على المنطقة العازلة في هضبة الجولان التي سبق للدولة العبرية ضمّ أجزاء واسعة منها. وأكد وزير الخارجية جدعون ساعر أن التقدم يعود لـ"أسباب أمنية"، وقال إنه "خطوة محدودة وموقتة".

ودعا بيدرسن إلى وقف هذه الضربات. وقال في جنيف "من المقلق جدا رؤية تحركات وضربات إسرائيلية على الأراضي السورية. يجب أن يتوقف ذلك".

الى ذلك، نفى الجيش الإسرائيلي تقارير عن تقدم لدباباته داخل الأراضي السورية في اتجاه دمشق، مؤكدا أنها موجودة فقط في المنطقة العازلة.

ووصفت الأمم المتحدة هذا التوغّل بأنّه "انتهاك" لاتفاقية فضّ الاشتباك الموقعة بين إسرائيل وسوريا في العام 1974.

ومساء الثلاثاء، أعرب حزب الله اللبناني المدعوم من إيران والذي قاتل الى جانب قوات الأسد خلال النزاع، عن أمله في أن تكون سوريا بقيادتها الجديدة "في موقع الرافض للاحتلال الإسرائيلي".

معارك في شمال شرق سوريا

ولليوم الثالث على التوالي، تواصلت المعارك في شمال سوريا بين قوات موالية لأنقرة وأخرى موالية للأكراد، وقد أسفرت وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط 218 قتيلا.

وليل الثلاثاء، أعلنت الفصائل السورية المعارضة أنّها سيطرت على مدينة دير الزور (شرق)، في نبأ أكّده أيضا المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وعلى صعيد آخر، شدّدت منظمة "مراسلون بلا حدود" على وجوب محاسبة الرئيس السوري المخلوع أمام القضاء عن مقتل عشرات الصحافيين إبان النزاع في سوريا، محذّرة من أنّ الصحافيين المحتجزين حاليا ما زالوا عرضة للخطر.

وقُتل ما لا يقل عن 910 أشخاص، من بينهم 138 مدنيا، خلال الهجوم الخاطف الذي شنّته فصائل المعارضة في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، ونزح "ما بين 800 ألف إلى مليون" شخص، وفقا للأمم المتحدة.

خ.س/ح.ز (أ ف ب)