سوريا: عدد ضحايا احتجاجات الجمعة في ارتفاع والغرب يتحرك للضغط
١٧ يونيو ٢٠١١قتل 12 متظاهراً اليوم الجمعة ( 17 حزيران / يونيو) وجرح آخرون عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق مظاهرات في عدد من المدن السورية بحسب ما أكد ناشطون حقوقيون لفرانس برس. وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن "شخصان قتلا في حمص وشخص في دير الزور عندما أطلق رجال الأمن النار على متظاهرين" . وذكر ناشطون آخرون فضلوا عدم الكشف عن هويتهم ان"هناك عددا من الجرحى بينهم خمسة في حالة خطرة". وأضاف الناشطون أن "شخصين قتلا في داعل (ريف درعا)، كما قتل شخص في دوما بريف دمشق اثر إطلاق رجال الأمن النار عليهم خلال مشاركتهم في المظاهرات".
وفي وقت سابق، ذكر ناشط حقوقي الجمعة أن العديد من المتظاهرين أصيبوا عندما أطلق رجال الأمن النار عليهم لتفريقهم في حمص ودير الزور. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "رجال الأمن أطلقوا النار بكثافة على متظاهرين في دير الزور مما أسفر عن إصابة 3 أشخاص". وأضاف "إن إطلاق النار مازال مستمرا في دير بعلبة في حمص حيث أصيب عدد كبير من الجرحى" مشيرا إلى "أنباء عن وقوع قتلى" دون أن يتمكن من تحديد عددهم. وكان الناشط الحقوقي ذكر في وقت سابق أن رجال الأمن استخدموا الرصاص لتفريق تظاهرتين في مدينة بانياس الساحلية ما أدى إلى "إصابات" بين المتظاهرين، بينما سجلت تظاهرات في عدد من المدن السورية.
من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن ثلاثة من عناصر الشرطة أصيبوا بجروح اليوم الجمعة عندما أطلق مسلحون النار عليهم في حي القابون في دمشق. وقالت الوكالة إن عددا من عناصر الشرطة أصيبوا "برصاص مسلحين في حي الحشيش بحمص" مشيرة إلى وجود ما وصفتهم بـ"مخربين يقطعون الطريق ويحرقون الإطارات في حي القرابيص في المدينة ومخربين آخرين يعتدون على سيارات الأهالي في حي الخالدية". وقالت الوكالة إن "مسلحين يهاجمون رحبة قيادة المنطقة في دير الزور".
تحرك أميركي في مجلس الأمن
وفي سياق متصل، أجرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الجمعة محادثة هاتفية مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف بشان مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي حول سوريا، كما أعلنت الخارجية الأميركية. ورفضت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إعطاء إشارات حول مضمون هذه المحادثة التي وصفتها بأنها "محادثة جيدة ومنتجة حول كل المواضيع". وقدمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال في نيويورك مشروع قرار يشبه القمع في سوريا بجريمة ضد الإنسانية. وانضمت روسيا إلى الصين هذا الأسبوع في مقاطعة المشاورات داخل مجلس الأمن الدولي حول مشروع القرار على الرغم من الدعوات الملحة لصالح تبني عقوبات ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وقالت نولاند أن محادثات كلينتون ولافروف "تناولت خصوصا عمل مجلس الأمن والطريقة التي قد تعمل بموجبها الولايات المتحدة وروسيا معا لنتمكن من التوصل إلى قرار في مجلس الأمن الدولي يدعم السلام والأمن في سوريا".وأضافت أن كلينتون لم تتباحث في هذه المسالة مع نظيرها الصيني بعد.
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد قال اليوم الجمعة إن فرنسا وألمانيا اتفقتا على الدعوة لفرض عقوبات أشد على سوريا. وقال ساركوزي، خلال مؤتمر صحافي بعد أن أجرى محادثات في برلين مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، "فرنسا وبالتعاون مع ألمانيا تدعو إلى تشديد العقوبات على السلطات السورية التي تقوم بأعمال لا يمكن السكوت عنها وغير مقبولة وأعمال قمع ضد الشعب السوري".
ابن خال الأسد يتحول من التجارة إلى الأعمال الخيرية
من جهة أخرى، وفي خطوة تبدو أنها لتهدئة الغضب الشعبي قال التلفزيون الحكومي السوري أمس الخميس إن "رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد سيترك العمل في التجارة ليشارك في الأعمال الخيرية". وأضاف التلفزيون أن "تجارة مخلوف ستدار من أجل خلق فرص عمل ودعم الاقتصاد الوطني" وأن مخلوف "لن يدخل في أي مشاريع جديدة تدر عليه ربحا شخصيا".
ويصف بعض الناقدين مخلوف - هو في الأربعينات من العمر- بأنه "أخطبوط الاقتصاد السوري" وكثيرا ما تطرق المحتجون لسيرته في دعواتهم لإنهاء الفساد العام. وتشير بعض المصادر إلى أن مخلوف يمتلك عدة شركات من بينها سيرياتل أكبر شركة لخدمات الهاتف المحمول في البلاد. ويمتلك أيضا العديد من متاجر الأسواق الحرة وامتيازا نفطيا وشركة طيران وله حصص في قطاعات الفنادق والإنشاءات واسهم في بنك واحد على الأقل. وتوسعت أعمال مخلوف خلال حكم الأسد.
ولم تنجح أي خطوة في وقف الاضطرابات التي تقول جماعات حقوق الإنسان إنها أدت إلى مقتل 1300 مدني وأكثر من 300 من رجال الشرطة والجيش. كما أدت الاضطرابات إلى فرار أكثر من 8500 سوري إلى تركيا وخمسة آلاف آخرين إلى لبنان .
(ع.خ، ع.ج.م/ا.ف.ب/رويترز)
شمس العياري/ م.س