قتال في الجبل الغربي والثوار الليبيون يحققون اختراقاً في جبهة البريقة
١٦ يوليو ٢٠١١أعلن الثوار الليبيون أن فرقة استطلاع تابعة لقواتهم تمكنت في وقت متأخر من ليل الجمعة من اختراق جبهة البريقة في شرق البلاد والدخول إلى هذه المدينة النفطية الاستراتيجية، قبل أن تنسحب لمسافة أربعة كيلومترات تحضيراً لهجوم اكبر. وقال محمد الزاوي المتحدث باسم قوات الثوار لوكالة فرانس برس إن فرقة استطلاع من قوات الثوار دخلت مدينة البريقة من ناحية الشمال ثم انسحبت قرابة منتصف الليل. ويأتي هذا الاختراق لمعقل القوات الموالية للعقيد معمر القذافي بعد 32 ساعة من الهجوم، الذي شنه الثوار على البريقة من ثلاث جهات لاستعادة السيطرة على هذه المدينة الإستراتيجية.
وفي حين تقدم الثوار من جهة الشمال حتى مسافة أربعة كيلومترات فقط من وسط البريقة فإنهم واجهوا في الجهة الشرقية مقاومة شرسة من قوات القذافي اضطرتهم للبقاء على مسافة تتراوح بين 10 و20 كيلومتراً عن وسط المدينة. وأكد الزاوي أن "القسم الأكبر من قوات القذافي متمركز على ما يبدو في وسط" البريقة.
أما في جنوب البريقة، حيث حقق الثوار تقدماً مقابل خسائر فادحة في الأرواح، فقد كانت مقاومة قوات القذافي أكثر شراسة. وبسبب طبيعة الأرض الصحراوية وصعوبة القتال فيها توقع الزاوي أن تعمد قوات المعسكرين إلى حفر الخنادق طوال الليل. وأوضح أن الثوار أمامهم أيضاً مهمة شاقة أخرى، تتمثل في نزع أكثر من مئة لغم ارضي زرعتها قوات القذافي حول المدينة.
اشتباكات عنيفة في الغرب
من جانب آخر اندلعت اشتباكات عنيفة بين المعارضين وقوات العقيد الليبي معمر القذافي السبت (16 تموز/ يوليو 2011) في بلدة بئر الغنم في الجبل الغربي بليبيا في الوقت الذي يسعى فيه المعارضون للتقدم صوب العاصمة طرابلس. وتسيطر المعارضة على المناطق المرتفعة على أطراف بئر الغنم وهو أقرب موقع لهم من العاصمة طرابلس، التي تبعد 80 كيلومتراً. ونقلت وكالة رويترز عن أحد المعارضين في بئر عياد قوله إن قافلة من نحو 15 مركبة من قوات القذافي حاولت الوصول إلى بئر الغنم، إلا أن المعارضين فتحوا النيران عليها وتراجعت القافلة بعد نحو ساعة من إطلاق النيران. وحققت المعارضة في الجبل الغربي تقدماً مطرداً في الأسابيع الأخيرة بعد نجاحها في صد هجمات قوات القذافي. وتهدف المعارضة إلى بلوغ بلدة غريان التي تتحكم في الطريق السريع جنوبي طرابلس.
استراتيجية الثوار لإسقاط القذافي
يقوم المتمردون في الغرب الليبي بتكييف استراتيجتهم سعياً للوصول إلى العاصمة طرابلس، معتمدين على دعم جوي من حلف شمال الأطلسي قبل التقدم، والتفرق من أجل التحرك على جبهات عدة وتدمير مخزونات الأسلحة وقطع إمدادات الوقود. ويعتزم الثوار الليبيون تطويق العاصمة من مدن ثلاث: الزاوية في الغرب والغريان في الجنوب وزليتن في الشرق.
ومنذ شهر ونصف يتقدم مقاتلو جبل نفوسة في جنوب غرب البلاد مستولين على قرية بعد أخرى. لكن الوضع الميداني ما زال يفتقر إلى التنظيم والتنسيق مع أماكن تمت السيطرة عليها وبقيت غير مؤمنة أو عمليات تقدم بدون استعداد.
خطوة دبلوماسية مهمة
وحظي المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض أمس الجمعة باعتراف الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى به كحكومة شرعية لليبيا، مما يعطي دفعة قوية لحملة المعارضين للإطاحة بالقذافي. وقالت دول غربية أيضاً إنها تعتزم زيادة الضغط العسكري على قوات القذافي لكي يتنحى. والاعتراف بالمجلس الانتقالي الذي أعلنته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون خلال اجتماع في تركيا لمجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا، يعد خطوة دبلوماسية هامة قد تفتح الباب أمام إتاحة مليارات الدولارات من أموال الأصول الليبية المجمدة.
ويأتي القرار في حين تفيد تقارير بأن الزعيم الليبي أرسل مبعوثين للسعي إلى إنهاء الصراع عبر التفاوض رغم أنه ما زال على تحديه في العلن. وفي حديث إذاعي خلال احتشاد آلاف من أنصاره في مظاهرة جرت الجمعة رفض القذافي الاعتراف الدولي بالمعارضة.
ودعا القذافي أنصاره إلى أن يدوسوا على هذه الاعترافات بأقدامهم واصفاً إياها بأنها لا قيمة لها. وقال إنه يتمتع بدعم الملايين من الليبيين الذين يتوقون إلى "الموت والشهادة والانتحار". واتفق اجتماع اسطنبول الذي شاركت فيه أكثر من 30 دولة وهيئة دولية، على خارطة طريق يتنحى بموجبها القذافي عن الحكم وتشمل خططاً لانتقال ليبيا إلى الديمقراطية تحت حكم المجلس الوطني الانتقالي.
(ع.غ/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: يوسف بوفيجلين