قضايا هامة تفرض نفسها على اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي
٢٨ مارس ٢٠٠٨يسعى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم غير الرسمي الذي يبدأ اليوم الجمعة 28 مارس/آذار ويستمر يومين، إلى تجاوز خلافاتهم القديمة في التعامل مع روسيا، التي عاد نفوذها يتنامى مرة أخرى، وذلك لإعداد الاتحاد للدخول مع موسكو في شراكة إستراتيجية جديدة. وإن كانت الدول الأوروبية تجد نفسها ممزقة بين حماية مصالحها التجارية والنفطية في روسيا وبين الإعراب عن قلقها إزاء سجل موسكو الحقوقي ومعاملتها للجمهوريات السوفيتية السابقة.
وبينما يرى بعض المسؤولين الأوروبيين أن وصول الرئيس الروسي المنتخب، ديمتري ميدفيديف، إلى السلطة في مايو/أيار المقبل يعد فرصة لإعادة تشكيل العلاقات مع روسيا، يشكك آخرون في امتلاكه مطلق الحرية في التصرف، مع بقاء الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين إلى جواره. وتجدر الإشارة إلى أن هناك توقعات واسعة أن يتولى بوتين رئاسة الحكومة الروسية القادمة ويتمتع بسلطات واسعة في موقعه الجديد.
سياسة أوروبية واحدة تجاه روسيا
وتريد سلوفينيا، التي ترأس الاتحاد الأوروبي حاليا، من وزراء الخارجية الأوروبيين، الاتفاق على خط مشترك واضح في التعامل مع روسيا. كما يأمل وزير خارجيتها ديمتري روبيل أن يكون الاتحاد الأوروبي قد بدأ حينها بالفعل مفاوضات بشأن شراكة جديدة مع روسيا تغطي التجارة والطاقة وحقوق الإنسان والتعاون السياسي.
الجدير بالذكر أن بولندا وليتوانيا كانتا قد استخدمتا حق النقض (الفيتو)، لمنع بدء محادثات الشراكة مع روسيا عام 2006 بعد أن حظرت موسكو استيراد اللحوم من بولندا وقطعت إمدادات الطاقة عن محطة تكرير نفطية في ليتوانيا، بيعت لشركة بولندية بدلا من شركة روسية منافسة. وبينما صرح دبلوماسيون بأن الحكومة البولندية الجديدة وافقت على إنهاء الفيتو بعد أن أنهت موسكو الحظر، مازالت ليتوانيا متمسكة بموقفها.
السياسة الصينية في التبت على جدول المحادثات
وتفرض الحملة القمعية التي شنتها الصين على الاحتجاجات المطالبة بالاستقلال في التبت نفسها على اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، وهي قضية أخرى تضع تجارة أوروبا المربحة واستثماراتها في الصين في كفة وقضايا حقوق الإنسان في كفة أخرى.
وفي هذا الإطار، طرح بعض كبار السياسيين الأوروبيين ومن بينهم رئيس البرلمان الأوروبي هانز جيرت بوترينج فكرة مقاطعة الحفل الافتتاحي للدورة الاولمبية التي تستضيفها الصين، مؤكدا استعداده لدعوة الدالاي لاما إلى قبة البرلمان الأوروبي. لكن آخرين رفضوا فكرة مقاطعة الألعاب، وعلى رأسهم وزير الخارجية السلوفيني الذي قال بأن الألعاب الأولمبية ستساهم في انفتاح النظام الشيوعي على العالم. أما وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، فقد أعلن على هامش الاجتماع أنه لن يحضر هو أو المستشارة الألمانية ميركل حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في بكين، وإن كان أضاف أنه لم يخطط للحضور حتى الآن و"بالتالي لا يوجد إلغاء"، على حد قوله.
الدور الأوروبي في التعامل مع أزمة كوسوفو
من ناحية أخرى، يناقش وزراء خارجية الاتحاد دور الاتحاد الأوروبي في الأزمة التي يثيرها استقلال كوسوفو، ويأمل وزراء خارجية الاتحاد أن تسفر انتخابات شهر مايو/آيار القادم في صربيا عن حكومة صديقة للاتحاد. وإن كان وزير الخارجية السلوفيني قد أعلن في تصريح لدويتشه فيله عن تخوفه من انتصار خصوم أوروبا في الانتخابات الصربية وقال: "إنه أمر وارد. وإذا ما قررت صربيا عدم الدخول إلى الاتحاد، فعلينا أن ننتظر قليلا. لكن في النهاية ستنضم صربيا إلى الاتحاد، وأنا لا اشك بأن صربيا سترغب آجلا أم عاجلا بمستقبل أوروبي، لكنه أمر على الصرب أن يقرروه".
يذكر أنه من المنتظر أن يلتقي وزراء الخارجية السبت المقبل مع ممثلين عن كرواتيا ومقدونيا من أجل التسريع من عملية انضمام البلدين إلى الاتحاد، إذ ينتظر أن تنضم كرواتيا إلى الاتحاد بحلول سنة 2010، في حين تنطلق المفاوضات مع مقدونيا في وقت قريب.