قطر والانفتاح على أتباع الديانات الأخرى

تمثل العمالة الأجنبية جزءا كبيرا من النسيج السكاني لدولة قطر. ويأتي أغلبهم من الدول الآسيوية والعربية والأوربية و الولايات المتحدة. العمال الآسيويون الذين يصل عددهم إلى ثمانمائة ألف عامل ينتمون إلى ديانات متعددة منها الإسلام والمسيحية و الهندوسية والبوذية و البهائية. كما أن العمال من الدول العربية مثل فلسطين ولبنان ومصر والعراق يوجد بينهم مسيحيون.

ما بين التقاليد والانفتاح على الديانات الأخرى

يرعى الأب بيتر ماثيو، القادم من الهند، منذ حوالي عام الطائفة الكاثوليكية في قطر. و قبل ذلك عمل أكثر من عشر سنوات في دبي. ويرى الأب بيتر أن الإماراتيين متفتحون ومتسامحون، أما في قطر فالأمر يختلف بعض الشيء. فبحسب قول الأب بيتر فإن الحكومة وأمير قطر يدعمان مطالب الطائفة الكاثوليكية إلا أنهما يراعيان في الوقت ذاته آراء السكان في الدولة. فهو أمر جديد على دولة قطر أن توجد بها ديانات أخرى غير الإسلام ُيقيم أتباعها شعائرهم المختلفة. إلا أن الأب بيتر في الوقت ذاته يرى أن وجود كنيسة للطائفة الكاثوليكية يعد أكبر دليل على تغير المجتمع القطري وانفتاحه على الديانات الأخرى. ولا توجد أية معوقات داخل مبنى الكنيسة الكاثوليكية، أما في الخارج فيجب على المرء أن يراعي قواعد الدولة: عدم وجود حصص دين، لا يشاهد صليب في الأماكن العامة.

حوارات مكثفة بين الأديان

القطريون، وإن كانوا محافظين ويراعون التقاليد، إلا أنهم يتميزون عن المجتمعات المحافظة الأخرى، كما يشير الأب بيتر ماثيو. فهو يرى أن قطر "يوجد بها حوارات مكثفة بين الديانات. فالدولة تدعو الطوائف المختلفة للتحاور فيما بينها على مدار ثلاثة أيام للتعرف على أتباع الديانات الأخرى و"الدخول في حوارات حول الديانات المختلفة". و ترعى الكنيسة الكاثوليكية، وهي أكبر طائفة مسيحية في قطر، حوالي مائة ألف معتنق لها. وفي الإجازات الرسمية تعج الكنيسة بالعائلات والشباب الذين يأتون للصلاة و القيام بالنشاطات. وكما توضح الشابة السريلانكية جودي سيلفا،17 عشر عاما، التي جاءت منذ ثمانية أعوام مع والديها إلى قطر فإنها "لا تواجه مشاكل". فمنذ افتتحاح الكنيسة والكل يعرف بوجودنا . وقطر ليست بلدا مسلما فقط، وإنما بها طائفة كاثوليكية من سريلانكا وفي النهاية فنحن نعبد إلها واحدا لكن لا يوجد من يمنعننا من أن نكون مسيحيين.

الكاتبة: كارين لويكنفيلد/ هبة الله إسماعيل

مراجعة: أحمد حسو