"كارلوس الثعلب" أمام القضاء لمواجهة تهم من العيار الثقيل
٧ نوفمبر ٢٠١١مثل الإرهابي الفنزويلي المسجون "ايليتش راميريز سانشيز" المعروف باسم " كارلوس الثعلب" للمحاكمة اليوم الاثنين في فرنسا متهما بتدبير حملة تفجيرات في أوائل ثمانينات القرن الماضي. وبدأت الجلسة أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس التي تضم سبعة قضاة محترفين ومكلفة بمحاكمة المتهمين بأعمال إرهابية. وبينما كان المحامون يتحدثون، كان "كارلوس" يتعرف على الأشخاص الذين أتوا لدعمه في القاعة ويحييهم بهدوء. وامتلأت المقاعد المخصصة للإعلام بالصحافيين الفرنسيين والأجانب بينما يحاول حشد اخر دخول القاعة، ومنهم الفنان الساخر "ديودونيه" رئيس "لجنة دعم القائد كارلوس" الذي جاء يؤكد دعمه له.
"كارلوس" يقول أنه "ثوري محترف"
و"راميريز" الذي يمضي حكما بالسجن المؤبد لقتل ضابطي شرطة فرنسيين ومخبر لبناني في عام 1975، متهم بضلوعه في ارتكاب أربعة تفجيرات في الفترة ما بين 1982 و1983 أدت لمقتل 11 شخصا وإصابة أكثر من 100 شخص. وبدا السجين متحديا حيث بدأت المحاكمة وقال للمحكمة الجنائية الخاصة في باريس إنه "ثوري محترف" وحيا جماعة من أنصاره في قاعة المحكمة بقبضة يده. وتنظر هيئة مكونة من سبعة قضاة القضية ضد راميريز وثلاثة متهمين غائبين هم الألمانيان "يوهانس فاينريتش" و"كريستا فروهليتش" والفلسطيني علي كمال عيسوي. ويمضي "فاينريتش" حكما بالسجن المؤبد في ألمانيا. ويعتقد أيضا أن "فروهليتش" تعيش في ألمانيا. لكن مكان تواجد عيسوي غير معروف.
تهم من العيار الثقيل
في الهجوم الأول الذي وقع في آذار/مارس عام 1982، انفجرت قنبلة في قطار يسير بين باريس ومدينة تولوز بجنوب غرب فرنسا مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص. وبعد شهر، انفجرت سيارة ملغومة في أحد شوارع باريس وأدت لمقتل شخص. ويعود الهجومان الآخران إلى كانون أول/ديسمبر 1983. في الهجوم الأول انفجرت قنبلة في محطة قطارات رئيسية في مدينة مارسيليا وقتلت شخصين. وفي وقت لاحق في نفس اليوم، قتل ثلاثة أشخاص في انفجار قطار فائق السرعة يعمل ما بين مارسيليا وباريس. وينفي "راميريز" هذه الاتهامات. فيما يعتقد الإدعاء أن حملة التفجيرات كانت تستهدف إطلاق سراح الصديقة الألمانية "لراميريز" وقتها "ماجدالينا كوب" ومساعد سويسري، اللذين كانا قد اعتقلا في باريس بتهم حيازة أسلحة قبل شهر من بدء الهجمات.
ووفقا للإدعاء وبعد القبض على الاثنين، تلقت وزارة الداخلية الفرنسية خطابا يحمل بصمات "راميريز" يهدد فيه "بشن حرب" ما لم يفرج عنهما خلال 30 يوما. ونفى فريق الدفاع عن "راميريز" والذي يضم زوجته المحامية "إيزابيل كوتانت بيري" وجود مثل هذا الخطاب. وتفتح المحاكمة فصلا جديدا في الإرهاب الدولي الذي أشتهر فيه "كارلوس" بأنه المدبر المشتبه فيه لسلسلة من الهجمات الشهيرة ومن بينها عملية الخطف الجماعية لوزراء نفط دول منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبيك) في فيينا عام 1975 والتي قتل فيها ثلاثة أشخاص. وفي نهاية المطاف أعتقل على يد عملاء سريين للاستخبارات الفرنسية في السودان عام 1994 ونقل إلى فرنسا حيث حوكم وأدين بالقتل في عام 1997.
(ع. ع/د ب أ، آ ف ب)
مراجعة: يوسف بوفيجلين