متحف ليبرمان يسلط الضوء على حياة عائلة يهودية في برلين
٣ يناير ٢٠٠٨رغم أن ماكس ليبرمان كان أحد أهم رسامي البورتريهات في ألمانيا، إلا انه لم يرسم بورتريهات كثيرة لأسرته، سواء لزوجته مارثا أو ابنته أو حفيدته مقارنة باللوحات أو الخطاطات، التي أنجزت أغلبها في فيلا الأسرة في منطقة فانزي البرلينية التي استقرت بها أسرة ليبرمان منذ سنة 1910. واليوم تضم الفيلا متحفا يسلط الضوء خصوصا على الحياة العائلية للزوجين وعلى مكانة مارثا في فن ليبرمان. مارثا التي تمتعت بجمال ساحر خلبت العقول، تزوجت من الرسام الشهير سنة 1884 الذي كان يرى فيها، كما يؤكد ذلك فنه، قطبا هادئا داخل الأسرة.
مارثا في فن زوجها
يقول مارتين فاس، مدير متحف ليبرمان عن تلك المكانة التي احتلتها مارثا في فن زوجها:"رسم ماكس ليبرمان زوجته دائما بنوع الحذر، فتظهر غالبا وهي تقرأ أو وهي نائمة، حتى أنها نفسها عبرت عن احتجاجها، قائلة بأن الأجيال القادمة ستجدني في صورك امرأة سلبية وضعيفة". أما المتحف الذي يعرض لحياة مارثا من خلال رسومات زوجها فلم يفتح أبوابه إلا قبل سنة من الآن وصاحب المشروع هي جمعية ماكس ليبرمان، التي تمكنت من تحويل الفيلا التي ظلت لعقود في ملكية ناد للغطس إلى متحف. وتهدف الجمعية، كما يقول رئيسها مارتين فاس إلى: "حماية تراث ماكس ليبرمان وبحث فنه وتعريف الجمهور به، وتسليط الضوء على جانب مهم من التاريخ الألماني ـ اليهودي في برلين. والخصوصي هنا هو أننا نملك المكان الأصلي الوحيد الذي عاش فيه ليبرمان وقضى فيه فصل الصيف".
نهاية تراجيدية
ولدت مارثا ليبرمان سنة 1857 كطفل رابع لأسرة يهودية في برلين، ولم يكن زواجها بأمير الفنانين ماكس ليبرمان أمرا سهلا، فالصحفية ريغينه شير تقول عن تلك العلاقة: "كان ماكس ليبرمان شخصية صعبة حساسة في حين تميزت مارتا بشخصية هادئة وحاسمة. وهناك الكلمة المشهورة التي قالتها مارثا يوما لزوجها:إنه لشرف لي أن أكون زوجتك لكن ليس الأمر بمتعة".
لكن الحياة البورجوازية لأسرة ليبرمان ستنقلب بشكل درامي بعد سيطرة النازيين على السلطة. وسيقدم ماكس ليبرمان على تقديم استقالته وبشكل احتجاجي من منصبه كرئيس شرفي لأكاديمية الفنون، ليبرمان الذي وجد في النازية إيديولوجية تبعث على القيء.
في سنة 1935 يلفظ ليبرمان آخر أنفاسه، أما زوجته فاضطرت لمغادرة منزل الأسرة قرب بوابة براندنبورغ كما اضطرت لبيع فيلا الأسرة في منطقة فانزي، وبدءا من سنة 1941 حاول مارثا جاهدة الهروب من ألمانيا، لكنها لم تفلح في ذلك، وقبل أن يتم ترحيلها إلى مركز الاعتقال بيوم واحد، أقدمت مارثا البالغة من العمر 85 عاما على الانتحار. عن حياة هذه المرأة وقدرها التراجيدي يتحدث اليوم معرض ليبرمان في فيلا الأسرة في فانزي.