محصلة زيارة بوش لميركل: اتفاق بشأن إيران والشرق الأوسط
١٥ يوليو ٢٠٠٦رحبت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بالرئيس الأمريكي جورج بوش يوم الخميس 13 تموز/يوليو 2006 لدى وصوله إلى بلدة شترالزوند بشرق ألمانيا قائلة: "عزيزي جورج بوش، أهلا وسهلا بك". وقال بوش بدوره للحاضرين الذين بلغ عددهم قرابة 1000 شخص: "بإمكاننا التوصل إلى الكثير، إذا ما تكاتفت ألمانيا والولايات المتحدة." وعن ميركل قال سيد البيت الأبيض أمام الملأ إنه يحترم قدرتها على تقييم الأمور ويقدر رأيها جل التقدير.
"أمر محزن"
اللقاء بين ميركل وبوش لم يقتصر على تبادل التحيات والمجاملات فحسب، فالأوضاع المتفجرة في الشرق الأوسط قد أجبرتهما على التطرق سريعاً في المؤتمر الصحفي إلى التطورات في هذه المنطقة. وفي هذا السياق أكد الرئيس الأمريكي على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وطالب في الوقت ذاته الحكومة اللبنانية بألا تكون ضعيفة في ظل تلك التطورات. وكما فعلت إسرائيل تماماً حمل بوش سوريا مسؤولية ما يجري في المنطقة حالياً. وأضاف بوش إن الحكومة الأمريكية تعمل بشكل فعال من أجل المساعدة في تهدئة الأوضاع وإن وزيرة خارجيته كونديليزا رايس تجري في الوقت الحالي اتصالات هاتفيه مكثفة مع نظرائها وأنه سيقوم بإجراء اتصالاته هو الآخر. وقال بوش: "إنه من المحزن فعلا أنه لا تزال هناك أطراف تسعى إلى عرقلة عملية السلام بالقوة في وقت تسنت فيه الفرصة لإيجاد حل للنزاع بإقامة دولتين." أما المستشارة الألمانية فقد طالبت أطراف النزاع في الشرق الأوسط بالتأني والاعتدال في تصرفاتهم واستنكرت في المؤتمر الصحفي المشترك مع بوش اختطاف الجنديين الإسرائيليين ووصفته بأنه سبب هذه التطورات.
"علاقات متزنة مع طهران"
أما بالنسبة للنزاع حول الملف النووي الإيراني فقد عبر كل من جورج بوش وميركل عن عزمهما العمل سوياً من أجل إيجاد حل دبلوماسي للأزمة. وقال بوش إن الكرة الآن في الملعب الإيراني، فإذا ما تخلت إيران عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم، فإن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لإجراء مفاوضات مباشرة معها. وأضاف بوش إن "واشنطن معنية بإقامة علاقات متزنة مع إيران إذا ما وفت إيران بوعودها." هذا وانتقد بوش حاجة الإيرانيين لكل هذه المدة من أجل دراسة عرض المجموعة الدولية عليها، فالقضية بحاجة إلى أسابيع فقط وليس لأشهر، ما اعتبره بوش سبباً لتحويل الملف الإيراني إلى مجلس الأمن. وقال بوش إنه من المهم جدا أن تبقى أوروبا موحدة بهذا الشأن وأن تتحدث بلسان واحد. وأشاد الرئيس الأمريكي بدور ألمانيا في المفاوضات وأضاف: "يجب أن نظهر لطهران أننا لا نمزح بهذا الشأن، فالعالم يصر كل الإصرار على عدم امتلاك إيران لأسلحة نووية."
"اللجوء إلى وسائل أخرى"
ومن جانبها عبرت انجيلا ميركل عن أسفها لأن إيران لم تقبل حتى الآن العرض الذي وصفته بالجذري وقالت: "إذا لم تستجب طهران إلى ذلك، سنكون مجبرين للأسف على الجوء إلى وسائل أخرى"، غير أنها أضافت إن باب العودة إلى المفاوضات لم يوصد بعد. ومن المعروف أن وزراء خارجية الدول التي تحمل حق الفيتو وألمانيا قد أعادوا الملف إلى مجلس الأمن يوم الأربعاء في لقاء لهم في باريس بعد أن رفضت طهران إعطاء إجابة نهائية وملزمة حتى موعد أقصاه انعقاد قمة الدول الثمانية الصناعية الكبرى نهاية هذا الأسبوع في مدينة سان بطرسبرج الروسية. ومن المتوقع حسب ما أعلنته طهران أن الحكومة الإيرانية سترد على هذا العرض في منتصف الشهر القادم آب/أغسطس.
احتجاجات أقل من المتوقع
شهدت بلدة شترالزوند على عكس المتوقع عدداً أقل بكثير من المتظاهرين والمحتجين على زيارة بوش يوم الخميس. حيث بلغ عدد المشاركين في المظاهرات حسب تقديرات الشرطة 500 متظاهر على أقصى حد. وأفادت الشرطة أنهم قاموا بالاحتجاج بشكل مسالم للغاية دون وقوع أعمال شغب. والجدير بالذكر أن الداعيين لهذه المظاهرات قد توقعوا قبيل الزيارة قرابة 5000 شخص. وفي مظاهرة ضد الحرب على العراق قبل وصول الرئيس الأمريكي بقليل رفع بعض نشاطي منظمة حماية البيئة Greenpeace لافته على برج الكنيسة المتواجدة في السوق القديمة للبلدة كتب عليها "No nukes, No war, No Bush" (لا للأسلحة النووية، لا للحرب، لا لبوش)، غير أن هذه اللافتة كانت قد اختفت لدى وصول بوش.