مسؤول ألماني: العمل وحده لا يكفي لبقاء السوريين
٢٣ ديسمبر ٢٠٢٤قال المدير التنفيذي لشؤون الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الألماني، تورستن فراي في تصريحات لمجلة "شتيرن" الألمانية: عن اللاجئين السوريين في ألمانيا "العمل وحده لا يكفي"، مضيفا أن غالبية السوريين في ألمانيا يعملون في وظائف معاونة، كما أن العديد منهم ليس لديهم أي تدريب مهني، وقال: "قد يكون هؤلاء الأشخاص قادرين على إعالة أنفسهم، لكنهم بالتأكيد لا يستطيعون إعالة أسرة. ناهيك عن تمويل معاش تقاعدي خاص بهم".
وقال فراي: "من يرغب في البقاء في ألمانيا بشكل دائم، عليه أن يكسب ما يكفي للحصول على معاش تقاعدي أعلى من التأمين الأساسي في سن الشيخوخة"، مضيفا أن هذا هو الحد الأدنى من وجهة نظره، مشيرا إلى أنه ينبغي أن يكون من الواضح أن المبدأ هو أن يغادر اللاجئون ألمانيا مرة أخرى، وقال: "إذا لم يغادر اللاجئون بلادنا مباشرة بعد انتهاء أزمتهم، فإن استعداد المجتمع لقبول لاجئين آخرين في المستقبل يتضاءل".
تجدر الإشارة إلى أن هناك أكثر من 300 ألف سوري لديهم حق حماية ثانوية في ألمانيا، ما يعني أن البلاد لا تأويهم بسبب تعرضهم للاضطهاد على المستوى الشخصي، بل بسبب الحرب الأهلية في وطنهم.
وقال فراي عن الوضع في سوريا: "لحسن الحظ، صمتت الأسلحة أخيرا"، مضيفا أنه يتعين الانتظار لرؤية المزيد من التطورات، معترفا بأن إعادة اللاجئين إلى سوريا ستشكل تحديا هائلا، موضحا أنه يتعين لذلك الرهان على العودة الطوعية.
إعادة اللاجئين السوريين غير المندمجين
من ناحية أخرى، أعرب رئيس حكومة ولاية تورينغن الألمانية، ماريو فويغت، عنتأييده لإعادة اللاجئين السوريين غير المندمجين إلى وطنهم عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد. وقال فويغت في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في إيرفورت: "لدينا العديد من السوريين المندمجين بشكل جيد في تورينغن، والذين يثبتون أن هناك كثيرون يريدون بذل الجهد والمشاركة"، مؤكدا أن هؤلاء موضع ترحيب كبير.
ولكنه أشار، في المقابل، إلى العديد من السوريين الذين لم ينخرطوا في المجتمع حتى بعد مرور سنوات، وقال: "لا يوجد سبب لوجودهم هنا بعد الآن. لقد زال النظام".
وعقب زيارة وفد ألماني لدمشق، حذرت وزارة التنمية الألمانية من إعادة الدولة للمهاجرين السوريين إلى وطنهم على نحو متعجل. وأشارت الوزارة في ورقة استراتيجية إلى الوضع الإنساني السيء في سوريا، وإلى أن العملية الانتقالية مثقلة بصراعات جديدة محتملة داخل البلاد.
وقال فويغت، الذي ينتمي للحزب المسيحي الديمقراطي: "أعتقد أن التهديد السياسي المباشر لأولئك الذين أتوا إلى هنا قد تراجع، على الأقل"، مضيفا أنه ليس من المعروف حتى الآن على وجه التحديد كيف ستبدو الحكومة السورية الجديدة وما إذا كانت دولة إسلامية ستنشأ هناك، و"لكن من الأفضل أن يعود أشخاص عقلاء ليبنوا وطنهم".
ووفقا لوزارة الداخلية الألمانية، يوجد حاليا حوالي 975 ألف سوري في ألمانيا. وجاءت أغلبية هؤلاء في السنوات التي تلت عام 2015 نتيجة للحرب الأهلية السورية. وقرر المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري عدم البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين في الوقت الحالي بسبب التطورات المتسارعة في البلاد.
ع.ج/ ح.ز (د ب أ)