مصر.. تفاصيل جديدة عن مقتل السياح المكسيكيين
٢١ سبتمبر ٢٠١٥اعتقد ناصر فتحي أن صديقه عاطف يمزح معه مزحة ثقيلة وغبية حينما اتصل به هاتفيا. كان ذلك بعد ظهر يوم الأحد الثالث عشر من سبتمبر، عندما أخبره عاطف " لقد مات أخوك" وبدأ في تقديم العزاء.
عاطف أبلغه أن قافلة من السواح تعرضت لهجوم أثناء استراحة الغداء في الصحراء الغربية، حيث يعمل أخوه. وأضاف عاطف "لا أعرف من هم المهاجمون، ربما إرهابيون وربما الجيش، لا أحد يعرف حتى الآن". كان عاطف متأكدا من وجود شقيق فتحي في الرحلة معالسواح كمرشد سياحي، وأنه لقي مصرعه.
وفي اليوم التالي أكدت السلطات المصرية قتل 12 شخصا وجرح 10 آخرين "من غير قصد" حيث إنها اعتبرتهم من بين الجماعات المتطرفة، التي تطاردها في الصحراء.
الجيش كان يطارد إرهابيين
تضم المجموعة السياحية 22 شخصا، وأغلب أفرادها سواح من المكسيك. وقد كانوا يستريحون قرب واحة البحيرة عندما قصفتهم طائرة عسكرية. بعدها أطلقت قوات برية النار عليهم عندما حاولوا الفرار. وكان شقيق فتحي قد اتصل قبل الغارة بدقائق بصديقه عاطف وأخبره أن القافلة ستتوقف للاستراحة وأنهم سيذهبون بعد ذلك إلى الفندق لقضاء الليلة فيه.
يصف فتحي ل DW مشهد المكان، الذي وصله في الساعة السابعة من صباح اليوم التالي قائلا: إنه مشهد مذبحة، جثث بعضها متفحم وبعضها اخترقها الرصاص وأشلاء متناثرة بجانب أربع سيارات محترقة.
وعثر فتحي على جثة أخيه الذي كان يبلغ 49 عاما من العمر: "بعض الجثث كانت محترقة، أما جثته فلم تحترق. مات برصاصة اخترقت صدره".
وحتى الآن لا يعلم أحد، لماذا أخطأ الجيش في الهجوم على مجموعة السواح واعتبارها مجموعة متطرفين، في صحراء شاسعة تمتد من نهر النيل إلى الحدود الليبية.
الجيش يلوم شركة السياحة
تعهدت الحكومة المصرية بـ "إجراء تحقيق فوري وشامل وشفاف". وصدر على الفور أمر بمنع النشر عن التحقيق. كما سارعت الحكومة بلوم الشركة السياحية التي نظمت الرحلة وادعت أن الشركة قادت السواح إلى منطقة محظورة.
لكن هذا الاتهام لا يتوافق مع الإفادات التي حصلت عليها DW من المرشدين السياحيين الذين التقت بهم، خاصة وأن قوافل السواح لا يمكنها الوصول إلى المنطقة المعنية ولا سلوك الطرق المحظورة بدون الحصول على إذن مسبق. وقد أكد متحدث باسم شركة "ويندوز أوف لإيجيبت" المنظمة للرحلة، في لقاء مع DW، أن الشركة قامت بكل الإجراءات اللازمة لزيارة المنطقة. وأكد الناطق أن القافلة لم تغير مسارها إطلاقا.
وقال عمرو إمام من مركز هشام مبارك الحقوقي، إن المركز ومنظمات أهلية أخرى، يفكرون في المطالبة قريبا بمثول المسؤولين عن الحادث أمام العدالة. "نريد أن نرى أعلى مسؤولي الشرطة والجيش في منطقة الصحراء الغربية وهم يحاكمون"، يقول عمرو. لكنه غير متفائل من حدوث ذلك، حيث يتوقع أن تعرض الحكومة بعض المال على ذوي القتلى والجرحى.
في حي المعادي بالقاهرة يسكن فتحي وهناك أقامت العائلة الحداد على ابنها القتيل، الذي "كان يعشق الحياة" كما يلاحظ فتحي. ويذكر أفراد من عائلته ل DW أنه كان يحب الطبخ والغوص. وكان قد تعلم أربع لغات أجنبية وتكلمها بطلاقة رغبة في العمل كمرشد سياحي. ، وبدلا من أن تفرح عائلته وترقص في حفل زفافه الذي كان مقررا تنظيمه بعد أسبوع من الحادث، وجب عليها التجمع لتشييع جثمانه ودفنه.