معارك عنيفة بين قوات القذافي والثوار قرب البريقة وفي الجبل الغربي
١٦ يوليو ٢٠١١نقلت وكالة الأنباء الألمانية ( د ب أ) عن قناة العربية الإخبارية قولها السبت (16 تموز/ يوليو 2011) إن الثوار الليبيون دخلوا مدينة البريقة الرئيسية شرق البلاد، مما اضطر القوات الموالية للقذافي إلى الانسحاب باتجاه الغرب إلى مدينة بشر الواقعة على بعد 50 كيلومتراً غرب البريقة. وهذا يعني ـ في حالة تحققه ـ أن للسيطرة على هذه المدينة ذات الميناء النفطي المهم جنوب شرق خليج سرت أهمية كبيرة، إذ أن ذلك يحسن كثيراً من الوضع المالي للمتمردين ويوفر لهم المحروقات أيضاً. لكن قناة الجزيرة الإخبارية الفضائية ذكرت أن الثوار يخوضون قتلا عنيفا مع قوات القذافي قرب البريقة ونفى مراسل الجزيرة دخول الثوار إلى المدنية وأشار أن أقرب نقطة وصل إليها الثوار تبعد عشرة كيلو متر عن المدينة. وقالت وكالة رويترز ذكرت أن قوات القذافي تسيطر على المدينة الساحلية إلى الشرق بعد عدة جولات مع المعارضة ونقلت عن تلفزيون الجزيرة أن عشرة من مقاتلي المعارضة قتلوا وأصيب 172 آخرون أثناء محاولة لاستعادة البلدة. .
من جانبها نقلت وكالة فرانس برس عن عضو المجلس العسكري للثوار تأكيده أن الثوار حاولوا السبت التقدم على الجبهة الشرقية للسيطرة على مدينة البريقة وأن تقدمهم مستمر لكنه تباطأ بعد العثور على خنادق في محيط المدينة تم ملؤها بمواد قابلة للاشتعال. وقال مصطفى الساقزلي عضو المجلس العسكري للثوار "نحن نتقدم وبتنا قريبين جدا من البريقة"، مؤكدا أن قوات معمر القذافي تحصنت في المدينة التي يسيطر عليها ثلاثة آلاف من هؤلاء. وأضاف انه مساء الجمعة، دخلت وحدة استطلاع مؤلفة من خمسين عنصرا البريقة من الجهة الشمالية قبل أن تتراجع قبيل منتصف الليل لافتا إلى أن الثوار المكلفين شن الهجوم من جهتي الجنوب والشرق يتقدمون "ببطء ولكن في شكل أكيد".
وتأتي هذه التطورات غداة إعلان عشرات الدول، جزء منها من مجموعة الاتصال الليبية، اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي كممثل للشعب و"كسلطة حاكمة". وقال مسؤولون أمريكيون إن قرار توسيع الاعتراف الدبلوماسي الرسمي بالمجلس الوطني الانتقالي خطوة مهمة تجاه إتاحة أكثر من 34 مليار دولار من الأصول الليبية في الولايات المتحدة لكنهم حذروا من أن تدفق الأموال قد يستغرق بعض الوقت.
وسارع القذافي باستنكار الاعتراف بالمجلس الذي يتخذ من بنغازي مقراً له، في حديث صوتي بثه التليفزيون الحكومي. وقال القذافي لأنصاره "دوسوا بأقدامكم على قرارات الاعتراف بالخيانة، على كل تصريحات الدول الغربية وحلف (شمال الأطلسي) الناتو، وعلى تصريحات الدول الأوروبية. دوسوا بأقدامكم على اعترافاتهم بالخيانة وقراراتهم وتصريحاتهم المستفزة لكم، دوسوا عليها بأقدامكم".
معارك عنيفة في الغرب
وفي الوقت ذاته ذكرت قناة ليبيا حرة التلفزيونية المعارضة أن الاشتباكات بين الثوار وقوات القذافي متواصلة في بلدة بير الغنام، حيث يسيطر المتمردون على بعض المناطق على مشارف البلدة. ويتقاتل الجانبان من أجل السيطرة على بلدة الغريان التي تقع على الطريق السريع المؤدي إلى العاصمة طرابلس. وقال الثوار إن الغارات الجوية للناتو التي بدأت في آذار/ مارس الماضي، ساعدتهم في إحراز تقدم في قتالهم ضد القذافي. ودمر الناتو أمس الجمعة دبابة وخمس مدرعات مقاتلة وسبع مدرعات مسلحة وعدة قاذفات صواريخ في محيطة البريقة. وتضمنت الأهداف أيضاً منشأتين عسكريتين للتخزين ومركز قيادة ومبنى مراقبة ودبابة ومنصة إطلاق صواريخ أرض جو. وحققت المعارضة في الجبل الغربي تقدما مطرداً في الأسابيع الأخيرة بعد نجاحها في صد هجمات قوات القذافي.
(ع.غ/ د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عبده المخلافي