1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مفوض الأونروا يشعر بالإحباط ويحذر من تفشي الكوليرا في غزة

٨ يونيو ٢٠٢٤

خلال زيارته للعاصمة الألمانية، برلين تحدث المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عن وضع شبه "ميئوس منه" للسكان في قطاع غزة وأعرب عن قلقه من خطر تفشي أمراض مثل الكوليرا.

https://p.dw.com/p/4gnWy
مفوض الأونروا فيليب لازاريني
يتولى فيليب لازاريني منصب المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطين منذ مارس/ آذار 2020.صورة من: Johanna Geron/REUTERS

عمل فيليب لازاريني، لدى الأمم المتحدة في عدة بلدان وأشرف على عمليات إنسانية في كل من العراق والصومال وأنغولا. لكن الدبلوماسي السويسري- الإيطالي، المولود عام 1964، لم ينتابه شعور باليأس قط، كالذي ينتابه الآن، على حد قوله. يتولى لازاريني منذ عام 2020 منصب المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا). وخلال زيارة له للعاصمة الألمانية برلين، قال: "لقد وصلنا إلى مستوى متدني جديد من التجاهل المستمر للأمم المتحدة. إذا لم نواجه ذلك ونحمي الأمم المتحدة، فلا أعلم كيف يمكننا في المستقبل التأثير في أي صراع كان".

وصل لازاريني، الذي يعمل حالياً من العاصمة الأردنية عمان، في زيارة للعاصمة الألمانية لبضعة أيام بغرض حشد المزيد من الدعم للمنظمة التي يرأسها. ربما يكون توقيت الزيارة غير مناسب، إذ ترافقت مع الحملات الانتخابية للساسة في برلين، قبيل موعد انتخابات البرلمان الأوروبي المقرر إجراؤها يوم الأحد التاسع من يونيو/ حزيران .غير أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، واختصاراً الأونروا، بحاجة ماسة إلى الدعم.

وتتهم إسرائيل الأونروا بأنها مخترقة من قبل حركة حماس. وتم فصل عشرة موظفين وسط مزاعم بالتورط المباشر في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الإرهابي العام الماضي. غير أن لجنة تحقيق مستقلة برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا، والتي قدمت تقريرها النهائي في أبريل/ نيسان الماضي، دون التوصل إلى أدلة قاطعة على وجود تعاون منظم للوكالة مع حماس.

ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

قطاع غزة رفح
هناك قلق كبير على الأطفال من تدهور الوضع في غزةصورة من: Abed Rahim Khatib/dpa/picture alliance

استمرار تجميد الدعم الأمريكي!

بعد الاتهامات الإسرائيلية علقت العديد من البلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واليابان وسويسرا والنمسا دعمها للأونروا. وكانت ألمانيا، ثاني أكبر مانح بعد الولايات المتحدة بنحو 200 مليون يورو عام 2022، قد حولت بالفعل حصتها من الدعم قبل الاتهامات الإسرائيلية. وقد أعلنت مؤخراً عن نيتها استئناف دعم الأونروا. في حين  أعلنت الولايات المتحدة تجميد دعمها حتى عام 2025.

قلق من تفشي الأمراض والأوبئة

وأكد لازاريني في برلين مواصلة أخذ هذه الاتهامات على محمل الجد وحاليا هناك تحقيق مع 14 شخصاً مشتبهاً بهم. لكنه أبدى اعتراضه على تعميم الأحكام على موظفيه البالغ عددهم 32 ألف موظف. هؤلاء لا يقتصرعملهم على قطاع غزة، بل يشمل الضفة الغربية والأردن أيضا. وفي غزة وحدها يوجد حوالي 13 ألف من عمال الإغاثة التابعين للأونروا. وتحدث لازاريني عن "بؤس لا يكاد يصدق" في قطاع غزة: "حالياً نحن قلقون أكثر من تفشي أمراض مثل الكوليرا، كما علينا مواجهة المجاعة. وفي الجنوب، حيث يعيش معظم السكان حالياً، تدهور الوضع بشكل كبير منذ الهجوم الإسرائيلي في مايو/ أيار الماضي".

قلق كبير بشأن الأطفال

وأعرب مسؤولون في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن الأطفال: وقال لازاريني "لدينا حوالي 600 ألف طفل في سن المدرسة في غزة، وعلى رأس الأولويات تأتي إعادتهم إلى التعلم. ولا توجد سلطة فلسطينية فاعلة يمكنها تولي بذلك". صمت لازاريني أثناء الحديث للحظة، وهو يحاول إيجاد صياغة يمكنها وصف الوضع، ثم تابع "لم نكن في وضع كهذا من قبل، ولم نفقد أبداً مثل هذا العدد من الأشخاص".

مدرسة النصيرات بقطاع غزة
تعرضت مدرسة النصيرات التابعة للأونروا بقطاع غزة لأضرار بالغة إثر هجوم بالقنابلصورة من: Bashar Taleb/AFP/Getty Images

لقاء مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية

في برلين، التقي لازاريني مع ينس بلوتنر، مستشار السياسة الخارجية للمستشار الألماني أولاف شولتس، وتحدث مع وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وممثلي الكتل البرلمانية في البرلمان الألماني "البوندستاغ"・كما التقى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البوندستاغ، ميشائل روت، من الحزب الاشتراكي الديمقراطي. والذي قال بدوره "نحن بحاجة إلى منظمة إغاثة تحظى بثقة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي". لكن يبدو أن هذا الأمر غير متوفر حاليا، رغم أن لازاريني أفاد بأنه على اتصال أيضاً بالجانب الإسرائيلي، وقد طلب من الحكومة الإسرائيلية تزويده بأسماء موظفين آخرين من الأونروا يشتبه تعاونهم مع حماس. غير أنه لم يتلق أي معلومات بهذا الشأن حتى الآن.

"صدمة شبيهة بالحادي عشر من سبتمبر"

وأوضح لازاريني أن موظفيه ما زالوا يعملون في قطاع غزة، على سبيل المثال في المستشفيات والمدارس. كما أشار إلى تقييمه لما حدث في الشرق الأوسط منذ هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل، بأنه "كان للسابع من أكتوبر/ تشرين الأول تأثير مماثل على المنطقة، لما خلفته هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 من صدمة للعالم أجمع".

ويدعو لازاريني أيضا إلى حل الدولتين، لكن يجب أولا تجاوز الوضع الراهن. ويقول بنبرة يشوبها اليأس "هناك تجاهل وعدم اهتمام من جميع الجهات لاحتواء هذا الصراع الطويل الأمد بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

أعدته للعربية: إيمان ملوك