هامبورغ تستضيف ندوة عربية ألمانية للمياه
١٤ مارس ٢٠١٠هدف الندوة العربية الألمانية للمياه في هامبورغ، والتي نظمت لأول مرة يومي 11 و12 مارس/ آذار الجاري، كان بالدرجة الأولى التعريف بالتكنولوجيا المستخدمة في ألمانيا في مجال إدارة المياه والصرف الصحي. فالمنطقة العربية التي تعاني من نقص شديد في الموارد المائية الطبيعية تحتاج لتكنولوجيا حديثة تتمكن الدول العربية من خلالها من التحكم في استهلاك الثروات المائية وتصفية مياه الصرف. وهو مجال تملك فيه ألمانيا خبرات ريادية، حسب قول شوقي البرغوثي المدير العام للمركز الدولي للزراعة المحلية في دبي، وخصوصا "فيما يتعلق بمنشآت التصفية ومضخات المياه واستخدام الطاقة الشمسية لتحلية المياه."
دعم ألماني لدول عربية عديدة
من بين أهداف الندوة أيضا تقريب المؤسسات العربية والألمانية العاملة في مجال إدارة المياه والصرف الصحي من أجل الوصول إلى مشاريع شراكة. وفيما يتعلق بهذه النقطة، فقد كانت "الندوة ناجحة إلى حد ما، إذ تم اقتراح مشاريع مشتركة في العديد من الدول العربية، لكن تنفيذ هذه المقترحات يختلف من دولة لأخرى ويبقى رهينا بتوفير التمويل اللازم"، كما يوضح محمود عبد الحليم أبو زيد رئيس المجلس العربي للمياه. ففي حين "تملك بعض الدول العربية، وخاصة منطقة الخليج والجزيرة العربية، الوسائل المادية الضرورية"، تعتمد الدول الأخرى على مساعدات الحكومة الألمانية لها لاقتناء المعدات الأساسية لكسب مصادر مائية جديدة ولتصفية المياه العادمة.
وتقوم الجمعية الألمانية للتعاون التقني (GTZ) - التابعة لوزارة التنمية والتعاون الألمانية - بتقديم استشارات للحكومات ومصالح التزويد بالمياه والصرف الصحي حول طرق استغلال الموارد المائية المتوفرة وترشيد استخدام المياه. ففي مدينة حلب السورية مثلا تدعم شركة مياه هامبورغ بتكليف من الجمعية الألمانية للتعاون التقني إدارة المياه هناك في تطوير نظام محاسبة يمكنه تحديد الكميات المستهلكة وبالتالي تحديد الفواتير لكل وحدة سكنية بهدف تحديد مقدار الفاقد من المياه، كما يوضح هولغة لينغ من شركة مياه هامبورغ.
إمكانيات توفير كبيرة
أما في ما يتعلق بمجالات استخدام المياه في الدول العربية فيقدر هولغة لينغ أن ما يقارب 85 في المائة من الموارد المائية يتم استغلالها في القطاع الزراعي، لذا " فقد تتمكن الدول العربية من توفير كميات هائلة من الماء إذا استطاعت تحديث طرق الري الزراعي." وينصح الخبير الألماني باستخدام أكبر لأساليب الري بالرش والتنقيط التي قد تساعد على استغلال الثروات المائية بشكل أفضل، دون التأثير على حجم المحاصيل الزراعية. إلى جانب ذلك يجب على الدول العربية التي تعتمد بشكل كبير على القطاع الزراعي تصفية المياه المستعملة وإعادة استخدامها في ري المزروعات، أو حتى للشرب في المناطق التي تعاني من جفاف أكبر. لكن هذا التصور لا يلقي إقبالا كبيرا، كما يوضح محمود عبد الحليم أبو زيد، رئيس المجلس العربي للمياه. السبب ـ على حد قوله ـ "يرجع للعادات الاجتماعية والثقافية والنفور من تصور أن يشرب الإنسان ماء تم استخدامه من قبل لأغراض أخرى، لكن ذلك سيتغير تدريجيا" حسب قوله.
ندوة هامبورغ شكلت فرصة لتبادل الخبرات ومناقشة مثل هذه القضايا وربما لإبرام عقود تجارية، لكن هذا لن يحل المشكلة تماما، حسب اعتقاد شوقي البرغوثي، والذي ينتقد إهمال الأطراف العربية لمجال البحث العلمي. وحسب قوله تبقى العلاقة "بين الدول العربية والأوربية، وخاصة ألمانيا، تجارية لعدم وجود مؤسسات علمية مائية تستطيع أن تتعامل مع المؤسسات الألمانية". لذا فإنه يحبذ مشاركة أكبر للعلماء العرب في ندوات مثل ندوة هامبورغ للمياه وتعميق التعاون بين المؤسسات العلمية الألمانية والمعاهد العربية التي تهتم بقضايا المياه.
الكاتب: خالد الكوطيط
مراجعة: عبده المخلافي