1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل أثر العالم الرقمي سلبا في سلوكنا اليومي؟

دويتشه فيله+وكالات( م. س. ح)٢٧ مارس ٢٠٠٨

هل تغلق هاتفك المحمول خلال الاجتماعات؟ إذا كنت تفعل فأنت شخص يُنظر إليه باحترام شديد، كما بينت دراسات تناولت تأثير التقنية الرقمية على السلوك. أكبر التأثيرات رُصدت على المراهقين حيث يلجئون إلى الرسائل النصية لحل نزاعاتهم

https://p.dw.com/p/DVft
العالم الرقمي بات جزء من حياتنا اليوميةصورة من: AP

بات العالم الرقمي جزءً لا يتجزأ من عالمنا اليومي. إذ أصبح الاتصال بالمنزل هاتفياً أثناء الذهاب للعمل، واختيار البيانات في مواقع المواعيد الإلكترونية، والقفزات التي تحققت في مجال الرسائل النصية، أمراً عادياً ومتداولاً يومياً، مما أفرز العديد من وسائل الاتصال الجديدة.

غير أن ما نعتبره ثورة رقمية جلب لنا معه كثيراً من الجوانب السلبية وخاصة عندما يتعلق الأمر باللباقة "الإتيكيت" والسلوك الشخصي. فقد تغيرت بعض القواعد الأدبية بسرعة لدرجة أن الكثيرين لا يستطيعون استيعابها أو التماشي معها. ومن بين أولئك إدريانو ساك، وهو ألماني مقيم في نيويورك ألّف عدة كتب حول السلوك، إذ بات يتعين عليه أن يستقي معلوماته عن المعايير الجديدة للسلوك على أرض الواقع وبشكل مباشر.

ويروي ساك تجارب خاصة وانطباعات جديدة كثيرة حول التعاون بين الأفراد في العالم الرقمي. ففي مدينة نيويورك على سبيل المثال لا تشكل الهواتف المحمولة خطراً على قائدي السيارات فحسب، بل أن عمدة نيويورك -كما يشرح ساك- أراد أن يحظر استخدام المشاة لتلك الهواتف لأن الكثيرين منهم لا يكترثون لحركة المرور عندما يتحدثون في هواتفهم. ويشير ساك أيضاً إلى حكاية أستاذ جامعي متخصص في الاتصالات استخدم هاتفه المحمول 11 مرة أثناء تناول الغداء معه.

الشخص المهم هو من يستطيع إغلاق هاتفه المحمول

E-Mail Symbolbild
الرسائل الإلكترونية القصيرة حلت محل الرسائل التقليدية الطويلةصورة من: AP

إلا أن مدرب "الإتيكيت" البرليني يان شومان رصد تغيراً غريباً مفاده أن "الشخص المهم اليوم هو ذلك الذي يستطيع إغلاق هاتفه المحمول" على عكس ما "جرت العادة على أن الأشخاص الذين يمكن الاتصال بهم بشكل دائم ومستمر هم على درجة عالية من الأهمية والشهرة". ويضيف شومان أنه لاحظ علامة مهمة خلال أحد الاجتماعات وهي أن الحاضرين يولون درجة من الاحترام للشخص الذي يغلق هاتفه المحمول ويركز على الاجتماع فحسب معطيا أهمية للاتصال المباشر مع المشاركين فيه.

ويرفض مدرب الاتصالات رودي روده من مدينة فوبرتال الألمانية أسلوب الرد على الرسائل الخاصة خلال أوقات العمل ويؤكد أن الشخص لا يحصل على راتبه لكي يجري اتصالاً خاصاً، علاوة على أن روده يعتبر استخدام الهاتف المحمول أثناء العمل أمر غير لائق أيضاً. ويقترح تحويل المكالمة الهاتفية إلى البريد الصوتي أو الرد عليها بشرط إعلام المتصل فوراً أنك في العمل وتجعل المحادثة قصيرة. ويستثني روده الاتصال من الأطفال فقد تكون المكالمة مهمة.

جيل الهاتف المحمول والانترنت

Kinder mit Handys
جيل المراهقين هو أكبر المتضررين من العالم الرقميصورة من: AP

وإذا ما تحدثنا عن البريد الإلكتروني والرسائل النصية فإن جيل المراهقين يعد من أكبر المتضررين من العالم الرقمي. ويلاحظ شومان أنهم يلجأون إلى الرسائل النصية بشكل متزايد لحل المنازعات، ويقول إنه إذا حان الوقت لإنهاء علاقة فإن ذلك يتم هذه الأيام عن طريق رسالة نصية، ويرى خبراء السلوك أن هذه الطريقة تعد رخيصة وتفتقر إلى الاحترام. ويضيف هناك قاعدة لا تزال سارية في العصر الرقمي وهي "افعل مع الآخرين ما تحب أن يفعلوه معك". ويوضح ساك أن المراهقين نسوا أساسيات الإتيكيت بسبب تحولهم المبكر إلى التكنولوجيا الرقمية، كما أن خط اليد أصبح فناً منسياً، فالطفل الذي ينمو داخل أسرة عادية حالياً يتعلم استخدام فأرة الكمبيوتر قبل أن يستطيع الكتابة بالقلم.

ومهما يكن فعلينا أن لا ننكر أن الرسائل الإلكترونية قلصت من زمن انتظار الرد وغالباً يتوجب الرد بسرعة على عديد كبير من الرسائل يومياً، الشيء الذي يستحيل فعله بواسطة الرسالة التقليدية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد