1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل يتمكن العلماء من إبطاء شيخوخة الدماغ ومنع الخرف؟

١٣ يناير ٢٠٢٥

تؤثر الحياة ومصاعبها على أدمغتنا، إذ تتعرض خلايانا للتآكل والتلف على مر السنين، مما يجعل عقولنا أبطأ وأكثر نسيانا. ورغم التقدم المحرز في فهم تأثير الشيخوخة على الدماغ، إلا أن العديد من الأسئلة لا تزال دون إجابة.

https://p.dw.com/p/4oyvM
صورة تعبيرية
مازال لدى العلماء العديد من الأسئلة التي لم يتم الإجابة عليها حول شيخوخة الدماغصورة من: Cavan Images/IMAGO

لم يكن من الواضح ما إذا كان تدهور عمل الأدمغة البشرية يرجع إلى مرور الزمن أو أن سببه جيني محض. لكن مؤخرا، حاولت مجموعة كبيرة من الدراسات العلمية المنشورة في مجلة "نويرون" (Neuron) العلمية، الإجابة على هذه الأسئلة من خلال تقييم الفهم الحالي لشيخوخة الدماغ، وكيف يمكن تقليل خطر التدهور المعرفي المرتبط بالعمر والأمراض العصبية مثل مرض الزهايمر؟

وجدت الدراسات أن العديد من التغيرات الجسدية والبيولوجية مسؤولة عن تدهور الدماغ، والتي يمكن أن تؤثر على التدهور المعرفي على المدى الطويل.

وتتوقع الدراسات أن 152 مليون شخص في العالم سيعيشون شكلا من أشكال التدهور المعرفي بحلول عام 2050. لذلك أصبح إيجاد حلول لهذه الأسئلة مهما.

ما الذي يسبب شيخوخة الدماغ؟

قال كوستانتينو ياديكولا، طبيب الأعصاب في كلية طب وايل كورنيل بالولايات المتحدة، والذي قام بدراسة حول كيفية تأثير نظام الأوعية الدموية في الدماغ على الشيخوخة: "نحن نفهم التفاصيل الدقيقة للشيخوخة، إذ صار واضحا أن الأسباب الرئيسية لشيخوخة الدماغ جسدية وبيولوجية. يؤدي التقدم في السن إلى تغيير الدماغ جسديا من خلال فقدان الحجم والتغيرات في شكل الطيات البنيوية، حيث يتقلص حجم أدمغتنا".

صورة تعبيرية
وجدت الدراسات أن العديد من التغيرات الجسدية والبيولوجية مسؤولة عن تدهور الدماغصورة من: YAY Images/IMAGO

وإن العوامل البيولوجية التي تساهم في تدهور الصحة المعرفية تشمل تلف الحمض النووي، وما أسماه ياديكولا "الالتهاب على مستوى القاعدة" في جميع أنحاء الدماغ. كما أبرزت دراسات أخرى كيف يصبح الجهاز المناعي للدماغ أقل "لياقة" في الشيخوخة، مما يؤدي إلى تدهوره.

في إحدى الدراسات، أوضح عالم الأعصاب ديفيد روبينزتين من جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة أن البروتينات الضارة هي عامل مهم للشيخوخة والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر. مع تقدمنا ​​في العمر، تصبح خلايا أدمغتنا أقل كفاءة في إزالة البروتينات الضارة، والتي تلحق الضرر بالخلايا وتعطل وظائف المخ.

وإن بروتين تاو هو أحد هذه البروتينات الضارة المرتبطة بالعديد من الأمراض العصبية التنكسية، بما في ذلك مرض الزهايمر والخرف. وقال روبينزتين في تصريح لـ DW: "يتسبب تراكم بروتين تاو في مرض الزهايمر العصبي التنكسي، وهناك روابط واضحة بين آليات إزالة البروتين والأمراض العصبية التنكسية. لكننا لا نعرف إلا القليل عن كيفية تأثيرها على التدهور المعرفي الطبيعي في الشيخوخة".

صورة تعبيرية
يعتبر بروتين تاو أحد البروتينات الضارة المرتبطة بالعديد من الأمراض العصبية التنكسيةصورة من: Pond5 Images/IMAGO

هل سنكون قادرين على إبطاء شيخوخة الدماغ؟

بدأ العلماء في اكتساب القدرة على تعزيز صحة أدمغتنا مع تقدمنا ​​في السن. من المعروف منذ فترة طويلة أن مجموعة من خيارات نمط الحياة تقلل من خطر الإصابة بالخرف والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر، وتشمل:

تشجيع ممارسة الرياضة والنظام الغذائي الصحي.

الحد من تعرض الناس لتلوث الهواء والتدخين.

عدم العيش في جو من العزلة الاجتماعية أو الوحدة.

علاج فقدان البصر والسمع.

كما يرى علماء كثر مثل إيادكولا أيضا أن الجينات تلعب الدور الرئيسي في تحديد كيفية تقدم أدمغتنا في العمر منذ لحظة الحمل. ويقول: "النظام الغذائي وممارسة الرياضة والتخلص من السموم عن طريق التوقف عن التدخين، لها تأثير كبير على كيفية تقدمنا ​​في العمر. ومع ذلك، فإن العوامل الوراثية هي العامل الأساسي الذي يحدد كيفية تقدمنا ​​في العمر".

وأضاف المتحدث "يمكن للشيخوخة أن تصير أسوأ من خلال التدخين، ولكن لا يمكن جعلها أفضل إلا من خلال تجنب هذه المخاطر".

هذا يعني في الأساس أن نمط الحياة الصحي لا يمكن أن يغير الاستعداد لشيخوخة الدماغ، ولكن نمط الحياة السيئ يمكن أن يسرع عملية الشيخوخة.

م.ب

اليابان: مقهى للمصابين بالخرف

DW-Mitarbeiter Fred Schwaller, PhD
فريد شفالر كاتب للمواضيع العلمية ويهتم بكل ما يتعلق بالدماغ والعقل، وكيفية تأثير العلم على المجتمع@schwallerfred