ظهور ميلوني مع ترامب في منتجعه بفلوريدا - رسالة للأوروبيين؟

ظهر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يوم أمس السبت الرابع من يناير / كانون الثاني 2025 برفقة رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، وتأتي زيارتها بعد زيارة الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي الذي كان أول زعيم عالمي يلتقي ترامب في منتجع مار أيه لاجو بعد فوزه في الانتخابات في نوفمبر / تشرين الثاني الماضي 2024. كما سافر رئيس وزراء كندا جاستن ترودو ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان إلى فلوريدا للقاء الرئيس المنتخب.

وظهر ترامب في عرض فيلم وثائقي يتناول التحديات التي يواجهها بعض المحامين من تيار المحافظين في النظام القضائي. وقال ترامب للجمهور مه ميلوني: "هذا أمر مثير للغاية". وأضاف: "أنا هنا مع امرأة رائعة، رئيسة وزراء إيطاليا. لقد أحدثت بالفعل ضجة كبيرة في أوروبا، ولدى كل من حولها، ونحن فقط نتناول العشاء معا الليلة".

 

 

ولم تُنشر تفاصيل عما تضمنه اجتماع ميلوني مع ترامب لكن تقارير في وسائل إعلام إيطالية أشارت إلى أنها كانت تعتزم التحدث معه عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا وقضايا التجارة والشرق الأوسط وأزمة صحفية إيطالية محتجزة في طهران.

ويأتي الاجتماع مع ترامب في وقت تواجه فيه ميلوني اختبارا للسياسة الخارجية بعد القبض على المراسلة الإيطالية تشتشيليا سالا في إيران في 19 ديسمبر / كانون الأول 2024 خلال عملها بموجب تأشيرة صحفية عادية.

وجاء إلقاء القبض على سالا بعد ثلاثة أيام من اعتقال رجل الأعمال الإيراني محمد عابديني في مطار مالبينسا في ميلانو بناء على مذكرة أمريكية بتهمة توريد أجزاء طائرات مسيرة تقول واشنطن إنها استخدمت في هجوم في عام 2023 أودى بحياة ثلاثة عسكريين أمريكيين في الأردن. وتنفي إيران ضلوعها في الهجوم.

وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن وزارة الخارجية استدعت يوم الجمعة 03 / 01 / 2025 السفير الإيطالي على خلفية اعتقال عابديني. وفي الوقت نفسه من المقرر أن يسافر الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن إلى روما للقاء ميلوني، بالإضافة إلى بابا الفاتيكان فرنسيس، اعتبارا من يوم الخميس. وقال البيت الأبيض إن اللقاء مع ميلوني سيسلط الضوء على "قوة العلاقة بين الولايات المتحدة وإيطاليا" كما سيشكر بايدن رئيسة الوزراء "على قيادتها القوية لمجموعة السبع خلال العام الماضي".

لقاء ترامب بميلوني رسالة لعواصم أوروبية؟

وتعتبر ميلوني من الشخصيات المحتمل أن تربطها شراكة قوية مع ترامب بسبب انتمائها الواضح للتيار المحافظ والشعبوي واستقرار الائتلاف اليميني الذي تتزعمه في إيطاليا منذ أواخر 2022.

كما أسست لصلات قوية مع الملياردير إيلون ماسك الحليف المقرب من ترامب والذي أنفق أكثر من ربع مليار دولار لمساعدته على الفوز بالانتخابات.

وقال توماسو فوتي الوزير الإيطالي المعني بشؤون الاتحاد الأوروبي اليوم الأحد 05 / 01 / 2025 إن الاجتماع الذي لم يعلن عنه مسبقا أظهر أن إيطاليا يمكن أن تكون بمثابة "جسر دبلوماسي بين عالمين: الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".

وتعتبر جورجيا ميلوني زعيمة حزب "فراتيلي ديتاليا" اليميني الشعبوي، ثاني زعيمة أوروبية تلتقي الرئيس الأمريكي المنتخب بعد لقائه بالمحافظ الشعبوي الآخر رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، بينما يساور عواصم أوروبية رئيسية مثل برلين القلق على مستقبل العلاقات الأوروبية الأمريكية بعودة ترامب للبيت الأبيض، خصوصا في ملفي حرب أوكرانيا ومفاوضات التبادل التجاري.

م.س/ ع.م (أ ب ، د ب أ ، رويترز)